أقام البابا ليو الرابع عشر، الأحد، قداسًا مهيبًا في كنيسة القديس يوحنا اللاتراني، المعروفة بـ"أم الكنائس"، حيث يُقلد كل بابا جديد مراسم بابويته بصفتِه أسقفًا للعاصمة الإيطالية روما. وتُعد هذه الكنيسة أولى الكنائس المسيحية في العالم، وتحظى بمكانة روحية وتاريخية عظيمة، إذ كان يقيم فيها الباباوات قبل انتقال الكرسي البابوي إلى الفاتيكان.
قبل التوجه إلى اللاترانو، قام البابا ليو الرابع عشر بزيارة تكريمية إلى بلدية روما، حيث استقبله رئيس البلدية روبرتو غوالتييري، الذي عبّر عن دعم المدينة لرسالة السلام التي حملها البابا. وقال غوالتييري: "السلام هو أقوى دعوة عالمية لروما"، معيدًا التأكيد على موقف البابا الأميركي الذي لطالما ندد بالصراعات المسلحة التي تعصف بمناطق عدة في العالم منذ تنصيبه في 18 أيار الماضي.
وفي قداسه في كنيسة القديس يوحنا اللاتراني، تحدث البابا ليو الرابع عشر عن روح الكاتدرائية، مشيرًا إلى أن هذه الروح يجب أن تلهم الحنان والاستعداد للتضحية، إضافة إلى القدرة على الاستماع ومساعدة الآخرين، بل وتوقع احتياجاتهم قبل أن يعبروا عنها. وأكد على أهمية التواضع والرحمة في قيادة الكنيسة، بما يعكس رسالة المحبة والسلام التي تدعو إليها المسيحية.
يُذكر أن قداس اللاترانو يشكل تقليدًا هامًا في مراسم تنصيب كل بابا جديد، حيث يُجسد تعهده بخدمة الشعب المسيحي وقيادة الكنيسة الكاثوليكية العالمية. تأتي هذه الاحتفالية في وقت يزداد فيه التوتر العالمي بسبب الأزمات والصراعات المسلحة، ما يضفي على كلمات البابا أهمية بالغة في الدعوة إلى الوحدة والسلام.
في السياق ذاته، يُواصل البابا ليو الرابع عشر تحركاته الدبلوماسية والدينية لتعزيز الحوار بين الأديان والثقافات، والسعي إلى تخفيف معاناة الشعوب المتضررة من الحروب والنزاعات، متسلحًا برسالة السلام والرحمة التي لطالما ميزت الكنيسة الكاثوليكية عبر تاريخها.
الـــمــــزيــــــــــد
