ترامب يُهاجم بوتين: "مجنون" وأي محاولة للسيطرة على أوكرانيا ستُسقط روسيا

وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب، يوم الأحد، نظيره الروسي فلاديمير بوتين بأنه "مجنون"، على خلفية الهجمات العنيفة التي يشنّها الجيش الروسي على المدن الأوكرانية، محذّراً من أن أي محاولة من جانب بوتين للسيطرة على أوكرانيا بالكامل "ستؤدي إلى سقوط روسيا".

وفي منشور له عبر منصته "تروث سوشيال"، قال ترامب: "كانت لدي دائماً علاقة جيدة جداً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكن شيئاً ما أصابه. لقد أصبح مجنوناً تماماً".

وأضاف: "قلت دائماً إنه يريد أوكرانيا كلها وليس جزءاً منها فقط، وربما يتضح أن هذا صحيح، ولكنه إن فعل، فسوف يؤدي ذلك إلى سقوط روسيا".

قبل ذلك بساعات، أعرب ترامب عن استيائه من التصعيد الروسي، مشيراً إلى أن بوتين "يتسبب بقتل الكثير من الناس دون داع".

وقال للصحافيين خلال توجهه من نيوجيرسي إلى واشنطن: "نحن في خضم المباحثات لإنهاء حرب أوكرانيا، لكن بوتين يواصل استهداف كييف".

وأضاف: "أعرفه منذ زمن طويل. ودائماً ما كنت على وفاق معه، لكنه يطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يعجبني إطلاقاً"، مؤكداً أنه يفكر "بالتأكيد في فرض المزيد من العقوبات على روسيا".

في موقف لافت، اعتبر ترامب أن هذه الحرب هي حرب بوتين والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي والرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

وقال إن "كل ما يخرج من فم زيلينسكي يسبب مشاكل"، مضيفاً أن الرئيس الأوكراني "لا يخدم بلاده بالطريقة التي يتحدث بها".

في سياق ميداني دامٍ، شنت روسيا هجوماً جوياً وصفته وسائل إعلام بـ"الضخم" في ساعة مبكرة من صباح الأحد، أسفر عن استشهاد 13 شخصاً على الأقل، وفق السلطات الأوكرانية.

كما تسببت مسيّرات أوكرانية بإغلاق مؤقت لعدد من المطارات في موسكو، في وقت تشهد فيه المنطقة المرحلة الأخيرة من عملية تبادل كبيرة للأسرى.

وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية إسقاط 45 صاروخاً و266 مسيّرة خلال الهجمات الروسية، بينما أشار الجيش الأوكراني إلى تسجيل ضربات في 22 منطقة، مع سقوط صواريخ كروز ومسيّرات هجومية في 15 موقعاً.

دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى ممارسة "ضغط قوي" على موسكو لوقف النزاع، معتبراً أن "العقوبات ستساعد بالتأكيد"، مطالباً المجتمع الدولي بإظهار العزم على دفع روسيا لإنهاء الحرب.

بدورها، دعت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس إلى "أقوى ضغط دولي" على موسكو، مؤكدة أن هجمات الليل الفائت "تُظهر أن روسيا تسعى للمزيد من المعاناة وإبادة أوكرانيا".

أما وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول، فقال: "بوتين لا يريد السلام بل استمرار الحرب"، مضيفاً أن "الاتحاد الأوروبي سيوافق على فرض عقوبات إضافية".

شهدت العاصمة كييف "ليلة من الرعب"، بحسب خدمات الطوارئ الأوكرانية، حيث أسفرت الغارات عن استشهاد 4 أشخاص وإصابة 23 آخرين.

وفي منطقة جيتومير، قضى 3 أطفال نتيجة قصف، فيما استُشهد 4 آخرون في خملنيتسكي غرب البلاد، ورُصدت وفيات في ميكولايف وخيرسون، حيث تحدث شهود عن "شوارع كاملة تحترق".

فرضت السلطات الروسية قيوداً على أربعة مطارات على الأقل، منها شيريميتييفو الدولي، بعد إسقاط 12 مسيّرة فوق موسكو.

وفي المقابل، أعلن الجيش الروسي تحييد 110 مسيّرات أوكرانية خلال الليل.

وجاءت هذه التطورات فيما أطلقت روسيا وأوكرانيا أكبر عملية تبادل أسرى منذ اندلاع النزاع في شباط 2022، شملت 303 جنود من كل جانب، خلال ثلاثة أيام من التنسيق عبر إسطنبول.

وأكد ترامب أن هذا التبادل جاء ثمرة وساطة تهدف إلى "وقف إراقة الدماء بأسرع وقت ممكن"، فيما أشار وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى إعداد وثيقة تتضمن "شروط اتفاق شامل ومستدام" لتسوية النزاع.

في الميدان، أعلن الجيش الروسي السيطرة على قرية رومانوفكا الصغيرة في منطقة دونيتسك شرقي أوكرانيا، وسط استمرار المعارك وتكبّد موسكو خسائر ميدانية على أكثر من جبهة.