وجّه الجيش الإيراني تهديدًا مباشرًا إلى إسرائيل، مؤكدًا استعداده التام لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة، في حال فشلت المفاوضات النووية مع واشنطن واستمرّت تل أبيب بالتلويح بضرب المنشآت الإيرانية.
وقال القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، إن القوات المسلحة "على أهبة الاستعداد" لتوجيه ضربة عسكرية جديدة لإسرائيل، مؤكدًا أنّ "الردّ سيكون مناسبًا" إذا ارتكبت ما وصفه بـ"خطأ استراتيجي".
كلام موسوي جاء خلال مشاركته في مراسم الكشف عن موسوعة "الدفاع المقدّس"، وهي سلسلة وثائقية مكوّنة من ثمانية مجلدات توثّق دور الجيش الإيراني في الحرب العراقية – الإيرانية، والتي تصفها طهران بـ"الدفاع المقدّس".
في ردّ على تصريحات إسرائيلية وصفها بـ"العدائية"، قال موسوي إنّ إسرائيل "أحقر من أن تكون قادرة على النيل من عظمة إيران"، مضيفًا أنّ قدرات إيران الدفاعية والهجومية "كفيلة بأن تضعها هي وداعميها أمام تحديات استثنائية".
وأشار إلى أنّ "عناصر هذا النظام يدركون أنهم لا يملكون القدرة على تحمّل مثل هذه التحديات"، محذّرًا من أنّ "وجود مجرمين قتلة للأطفال وحمقى في الحكم يجعل ارتكاب الأخطاء أمرًا واردًا في أي لحظة".
وتابع موسوي: "إذا كانوا متعجّلين لتلقّي وعد صادق جديد، فنحن على أتمّ الاستعداد لتوجيه الضربة المناسبة"، مضيفًا: "وسنستوفي ديننا السابق كذلك".
وتُطلق إيران تسمية "الوعد الصادق" على سلسلة هجمات نُفذت ضد أهداف إسرائيلية خلال الأشهر الماضية، في إطار الرد على اغتيالات طاولت قيادات من الحرس الثوري وحلفاء طهران في المنطقة.
تشهد العلاقات بين طهران وتل أبيب تصعيدًا غير مسبوق منذ بداية عام 2024، تخللته هجمات مباشرة وغير مباشرة على مواقع حيوية لكلا الطرفين.
في 13 نيسان 2024، نفذت إيران هجومًا واسع النطاق بطائرات مسيّرة وصواريخ باليستية على إسرائيل، في ما عرف بعملية "الوعد الصادق 1"، ردًا على غارة إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 نيسان، وأدّت إلى مقتل سبعة من عناصر الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حجّي.
لاحقًا، في 1 تشرين الأول 2024، شنت إيران هجومًا صاروخيًا جديدًا على إسرائيل، أطلقت خلاله أكثر من 250 صاروخًا، أعلنت أنها استهدفت مواقع عسكرية في تل أبيب والقدس، ردًا على سلسلة اغتيالات طالت أمين عام حزب الله السابق السيد حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس إسماعيل هنية، إضافة إلى العميد عباس نيلفروشان، أحد كبار ضباط الحرس الثوري الإيراني.
ورغم نفي إسرائيل الرسمي لمسؤوليتها، فإنّ طهران حملّتها كامل المسؤولية، ملوّحة بجولات تصعيد جديدة تحت شعار: "الردّ لم يكتمل بعد".