أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان صندوق أبو ظبي للتنمية لعب دورا أساسيا في دعم لبنان منذ أواخر السبعينيات، مشيرا الى انه شريك موثوق في العديد من محطاتنا التنموية. وأعلن "ان لبنان بدأ بتنفيذ خطة طموحة للتعافي الاقتصادي والمالي".وهو يتطلع إلى إعادة تفعيل العلاقة التاريخية مع الامارات العربية المتحدة والبناء عليها في ضوء أولوياتنا الوطنية.
كلام سلام جاء خلال إطلاقه ظهر اليوم في السرايا الحكومية، "منتدى التبادل المعرفي الحكومي" التابع لوزارة شؤون مجلس الوزراء في الإمارات العربية المتحدة مع لبنان، في حضور مساعد وزير شؤون مجلس الوزراء للتنافسية والتبادل المعرفي عبد الله لوتاه والقائم بأعمال السفارة الاماراتية في لبنان فهد الكعبي مع وفد إماراتي من "صندوق ابو ظبي للتنمية" ومن مكتب التبادل المعرفي الحكومي التابع لرئاسة الوزراء الاماراتية.
وأضاف سلام "أما في ما يتعلق بمنتدى التبادل المعرفي الحكومي، فإن رئاسة الحكومة اللبنانية على تواصل معكم منذ عام 2022، ويسعدنا أن نراكم اليوم على أرض لبنان، وأن تُعقد ورشة العمل الحكومية الأولى في السراي الكبير، مقرّ رئاسة مجلس الوزراء. ونحن نرى في هذه الورشة فرصة قيّمة ليتعرّف فريقنا الحكومي على التجربة الإماراتية الرائدة في مجالات الخدمات الحكومية، والذكاء الاصطناعي، والتنافسية، وبناء القدرات المؤسسية"
ورأى سلام أن لبنان مرّ خلال السنوات الخمس الماضية بأزمة عميقة، ضربت مختلف جوانب الحياة: انهيار مالي ونقدي، تعثّر في النظام المصرفي، فقدان الليرة أكثر من 98 في المئة من قيمتها، تضخّم غير مسبوق، وانهيار حاد في الخدمات الأساسية، ترافق مع ارتفاع معدلات الفقر إلى أكثر من 33 في المئة، وانكماش في الاقتصاد تجاوز 40 في المئة منذ عام 2019. وتفاقمت هذه الأوضاع مع العدوان الإسرائيلي الأخير الذي خلّف خسائر بشرية ومادية هائلة.
وأضاف" لقد شكّلت الأزمات المتلاحقة حافزاً لتكثيف جهودنا الإصلاحية، انطلاقاً من قناعة راسخة بأن الإنقاذ لا يتحقّق إلا عبر التغيير الجدي والبنيوي. ومنذ انتخاب فخامة الرئيس جوزيف عون وتشكيل الحكومة في شباط 2025، أطلقنا مساراً إصلاحياً شاملاً نعتبره مرحلة تأسيسية نضع فيها أسس الدولة الحديثة، ونستعيد ثقة اللبنانيين والإخوة العرب والمجتمع الدولي، ونمهّد لتعافٍ اقتصادي واجتماعي مستدام"
وشرح سلام ان الحكومة اللبنانية وضعت رؤية إصلاحية واضحة ترتكز على ثلاث أولويات مترابطةهي تحقيق الاستقرار الاقتصادي والمالي، تعزيز الحوكمة وتفعيل المؤسسات،والاستثمار في الإنسان.
وتابع سلام :"نحن نعتبر هذه الأولويات الثلاث ليست مسارات منفصلة، بل جزءًا من تعهّد واحد: استعادة الاستقرار، إعادة بناء الثقة، وخلق الفرص. هذه هي اللبنات الأساسية لحياة كريمة في لبنان.وقد تعهّدنا بإعادة الإعمار نتيجة الحرب الأخيرة، ونسعى إلى حشد الدعم المطلوب لذلك ضمن أطر شفافة وخاضعة للمساءلة، بما يعزز من قدرة لبنان على النهوض واستعادة دوره في المنطقة، لا سيما بعدما اتخذ قرارًا واضحًا بالعودة إلى حضنه العربي المشترك."
وقال سلام إنه في صلب هذا المسار، تسعى الحكومة إلى استقطاب الاستثمارات النوعية، وخاصة من الأشقاء العرب الذين طالما وقفوا إلى جانب لبنان. ونرى في صندوق أبو ظبي للتنمية شريكًا طبيعيًا لتطلعاتنا وأولوياتنا: من إعادة الإعمار بعد الحرب، إلى دعم البنية التحتية في قطاعات الطاقة، والاتصالات، والطرقات، وشبكات المياه، وصولًا إلى مشاريع تقوية المؤسسات العامة وتعزيز كفاءتها. نحن بحاجة إلى شراكات استراتيجية طويلة الأمد تعزّز الاستقرار والتنمية وتسرّع التنفيذ"
من ناحيته قال عبد الله لوتاه إن زيارتهم هي بداية الانطلاق لرحلة جميلة طويلة الأمد ستعزز الشراكه ما بين الفريقين الحكوميين ، البداية ستنطلق غدا بإذن الله ضمن منتدى التبادل المعرفي الحكومي ، والذي سيركز على محاور مهمة جدا لقلب الحكومة. من هذه المحاور الاستراتيجية والرؤيه والابتكار والخدمات الحكومية واستشراف المستقبل والذكاء الاصطناعي والتنافسية والإحصاء والبيانات الذكية وغيرها من الأمور، التي يعول عليها الشعب سواء كنا في دولة الإمارات أو في أي دولة ، لتطوير وتحديث الخدمات الحكومية"
أضاف :"هدفنا في دولة الإمارات كموظفين نعمل في الحكومة هو خدمة الشعب وخدمة القطاع الخاص والمستثمرين ، وهذه وظيفة أي موظف يعمل في أي حكومة من دول العالم .
وتابع :" بناءً على توجيهات القيادة الرشيدة من أهم الأمور التي تم توجيهنا بها هي تسريع عملية إطلاق المبادرات والمشاريع بعد منتدى الغد ، لذلك سيتم الاتفاق على عدد من الأمور والتي سيتم أيضا مشاركتكم بها ليتم اعتمادها"