"ليبانون ديبايت"
"ما تبقّى من ودٍ" بين رئيس الحكومة نواف سلام، قد حال دون أن يردّ رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد، على قول سلام إن "عصر تصدير الثورة الإيرانية انتهى والمنطقة شبعت من الإستقطاب الأميركي – الإيراني".
إلاّ أن ما لم يقله رئيس الحكومة وما حرص النائب رعد على تفاديه، هو أن الموقف أتى بعد الإطلالة الإعلامية الأخيرة للأمين العام ل"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم، والتي قرأ فيها الكاتب والمحلل السياسي علي حماده، إعلاناً برفض كل ما يطرحه رئيسا الجمهورية جوزف عون والحكومة حول بسط سلطة الشرعية اللبنانية على كل الأراضي اللبنانية، بمعنى جنوب وشمال نهر الليطاني، وفق ما نصّ عليه القرار 1701 واتفاق وقف العمليات العدائية الذي أوقف الحرب.
ويؤكد المحلل حماده ل"ليبانون ديبايت"، أن تصريح سلام لشبكة "سكاي نيوز عربية"، قبل توجهه إلى دبي للمشاركة في قمة الإعلام العربي، لا يأتي في إطار الردّ على ما تعرض له من هتافات واتهامات بأنه "صهيوني" من قبل جمهور الحزب في المدينة الرياضية خلال الأسبوع الماضي، بل يندرج في مجال التعليق على موقف سابق للحزب، حيث أن رئيس الحكومة، قد تعمّد الرد على كلام الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، التي يمكن تلخيصها بثلاث كلمات "لا نزع للسلاح".
وعليه، وباختصار مفيد، فإن حماده لم يجد في خطاب الشيخ قاسم الأخير، وفي النصّ الذي قرأه "طولاً وعرضاً"، إلاّ "إعلاناً صريحاً بالتمرد على خطاب القسم وخطاب تكليف رئيس الحكومة والبيان الوزاري للحكومة وصولاً إلى مواقفه". ويركز حماده على أن الموضوع يتعلق بعدم اكتراث من قبل "حزب الله" بمواقف رئاسة الجمهورية أو رئاسة الحكومة، ولن ينفذ ما يطرحانه ولن يسلّم سلاحه شمال الليطاني. وعن أبعاد موقف الحزب، يكشف حماده عن "قرار كبير يتجاوز البعد المحلي اللبناني"، مرجحاً أنه من الواضح أن قرار عدم تسليم السلاح "إقليمي".