في خطوة تهدف إلى احتواء التوتر وتجنب اندلاع صراع في المنطقة الحدودية، عقدت إسرائيل وسوريا عدة اجتماعات مباشرة خلال الأسابيع القليلة الماضية، وفقًا لما أكدت خمسة مصادر مطلعة لوكالة "رويترز"، اليوم الثلاثاء.
وقاد اللقاءات من الجانب السوري أحمد الدالاتي، وهو شخصية بارزة تحمل ملفات حساسة بين دمشق وتل أبيب.
ولد الدالاتي في أيلول 1985 في بلدة كفير الزيت بوادي بردى في ريف دمشق. حاصل على شهادة في هندسة المعلوماتية من المعهد التقني للحاسوب، حيث تلقى تعليمه الأساسي والثانوي في ريف دمشق قبل التخصص في علوم الحاسوب، ما مكّنه لاحقًا من تطوير تقنيات ميدانية في المجال العسكري.
مع اندلاع الثورة السورية في 2011، كان الدالاتي من أوائل المشاركين في الحراك الشعبي ضد النظام، بدءًا بتنظيم مظاهرات سلمية ثم التحول للعمل العسكري عبر انضمامه إلى "جيش الإسلام". في 2015، انتقل شمال سوريا وانضم إلى "حركة أحرار الشام".
كما كان من أبرز الداعمين للفصائل المسلحة التي أطاحت بالنظام السابق في كانون الأول 2024، ومناصرًا قويًا للسلطة الجديدة التي تسلمت حكم دمشق.
مع تحول بعض المناطق إلى حكم ذاتي عبر المجالس المحلية، دخل الدالاتي المجال الإداري حيث عُيّن نائبًا لمحافظ ريف دمشق ثم محافظًا للقنيطرة في آذار 2025. كما تولى قيادة الأمن الداخلي في محافظة السويداء، مع تكثيف جهوده لتهدئة التوترات الاجتماعية في الجنوب السوري من خلال التواصل مع القيادات الدرزية.
وتُعد مهمة التواصل مع الجانب الإسرائيلي من أبرز أدواره، إذ شكل نقطة الوصل بين دمشق وتل أبيب في ظل غياب أي علاقات دبلوماسية رسمية بين البلدين، خاصة مع استمرار احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان.
وكان مسؤول إسرائيلي قد كشف قبل أيام لقناة "العربية/الحدث" أن لقاءات جرت بين إسرائيل وممثلين عن الإدارة السورية الجديدة برعاية تركية، وصفها بأنها "إيجابية"، مشيرًا إلى تقديم دمشق لفتات حسن نية تجاه إسرائيل، متوقعًا أن ترد تل أبيب بالمثل.
يبقى أن العلاقات بين سوريا وإسرائيل تسودها حالة من العداء منذ عقود، مع استمرار الخلافات على خلفية النزاع على مرتفعات الجولان، مما يجعل أي حوار مباشر خطوة حساسة تتطلب متابعة دقيقة.