شدّد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن روسيا "ستضمن أمنها القومي بغضّ النظر عن تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وسواء كانت عملية السلام في أوكرانيا جارية أم لا".
وقال بيسكوف، في مقابلة نُشرت اليوم الثلاثاء، إن "الرئيس فلاديمير بوتين أوضح بشكل لا لبس فيه أن أي محاولات لاستخدام المسيّرات ضد روسيا ستقابل بإجراءات انتقامية"، وفق ما نقلت وسائل إعلام روسية.
وأشار إلى أن "موقف روسيا الأمني لا يتغير بتغيّر الخطابات، سواء قال ترامب شيئاً أم لم يقل، أو سواء استمرت عملية السلام أم لا. روسيا تضمن أمنها".
وعن موقف برلين، وصف بيسكوف عملية السلام في أوكرانيا بأنها "هشة للغاية"، معتبرًا أن تصريحات المستشار الألماني فريدريش ميرتس بشأن رفع القيود عن مدى الأسلحة المورّدة لكييف "تتناقض بشكل حاسم مع الجهود المبذولة لإحلال السلام".
وقال: "ميرتس خلق ارتباكًا كبيرًا، إن لم يكن مرتبكًا هو نفسه. أحد أعضاء الحكومة الألمانية نفى ما قاله، ثم عاد ميرتس وأصر على أن القرار اتُّخذ"، متسائلًا عن دقة موقف الحكومة الألمانية.
واتّهم بيسكوف الدول الأوروبية والولايات المتحدة بتجاهل الهجمات بالطائرات المسيّرة على الأراضي الروسية، خصوصًا تلك التي "استهدفت المرافق المدنية وسيارات الإسعاف في مقاطعتي بيلغورود وكورسك"، وفق تعبيره، معتبرًا أن هذه الهجمات لا تلقى الإدانة الكافية من الغرب.
وأضاف: "حين يتعلّق الأمر بأوكرانيا، يتسابق الجميع للإعلان عن مواقفهم، أما حين تُستهدف أراضينا، فالصمت سيد الموقف".
وكان المستشار الألماني فريدريش ميرتس قد صرّح، أمس الإثنين، بعدم وجود قيود على مدى الأسلحة التي تسلّمها بلاده إلى أوكرانيا، ما فُهم منه أنه يُجيز استهداف أراضٍ داخل روسيا.
وقال خلال منتدى "WDR" الأوروبي إن "ألمانيا ستواصل دعم أوكرانيا عسكريًا بكل ما تستطيع"، مؤكدًا أن "غياب القيود يعني أن كييف يمكنها ضرب أهداف عسكرية داخل روسيا".
إلا أن مسؤولًا حكوميًا ألمانيًا نفى أن يكون هذا الموقف جديدًا، موضحًا أن "الحكومة لم تضع سابقًا أي حد أقصى للمدى".
من جهته، أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن "امتعاضه من تصرفات الرئيس الروسي"، واصفًا بوتين بأنه "يواصل قتل المدنيين"، ومعتبرًا أنه "فقد صوابه"، في تصريح نادر أدلى به قبل أيام.
وبحسب مصادر مقرّبة من ترامب، فإن البيت الأبيض يدرس خيارات عدة في حال فشلت المساعي الأميركية لفرض هدنة مؤقتة، منها احتمال فرض عقوبات جديدة على موسكو أو انسحاب ترامب من
وكان وفدان روسي وأوكراني قد التقيا، قبل أكثر من أسبوع في إسطنبول، حيث اتفقا على تبادل الأسرى. لكن اللقاء لم يحرز أي تقدّم على مستوى وقف إطلاق النار، رغم أن الجانب الأوكراني وافق على مقترح هدنة لمدة 30 يومًا، مدعوم من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة.
إلا أن روسيا لم توافق على المقترح، مؤكدة أنه "ما زال يحتاج إلى بحث إضافي، وتوافر ظروف سياسية وميدانية مواتية".