أكد قائد الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، أن بلاده مستعدة للرد على أي اعتداء، وذلك بعدما أعرب مسؤولون أميركيون وأوروبيون عن مخاوفهم من إمكانية توجيه إسرائيل ضربات إلى إيران من دون سابق إنذار.
وقال سلامي: "أيدينا على الزناد، ونحن في حالة ترقّب، وننتظر ارتكاب أي حماقة، وسيتلقّون فوراً رداً يجعلهم ينسون ماضيهم".
وفي كلمة ألقاها من طهران، اليوم الأربعاء، شدّد على أن القادة الأميركيين يجب أن يدركوا أن إيران مستعدة لكل سيناريو محتمل.
تأتي هذه التصريحات في وقت أشار فيه تقرير استخباري أميركي إلى أن إسرائيل قد تُجهّز لشن هجوم على طهران خلال 7 ساعات فقط، ما يتيح لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تفادي أي ضغوط لإلغائه، نظراً لضيق هامش الوقت، بحسب ما نقلت صحيفة "نيويورك تايمز".
وتأتي التصريحات كذلك بعد تهديد مباشر وجّهه الجيش الإيراني إلى إسرائيل، التي كانت قد لوّحت في الآونة الأخيرة بإمكانية استهداف المنشآت النووية الإيرانية في حال فشلت المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وقد هدّد القائد العام للجيش الإيراني، اللواء عبد الرحيم موسوي، أمس الثلاثاء، إسرائيل قائلاً إن القوات المسلحة الإيرانية على "أهبة الاستعداد" لتنفيذ عمليات عسكرية جديدة إذا استدعت الظروف ذلك، مؤكداً أن "الرد سيكون مناسباً" في حال ارتكبت تل أبيب "خطأً استراتيجياً".
وشهدت العلاقات الإيرانية – الإسرائيلية تصعيداً كبيراً منذ مطلع عام 2024، على خلفية تبادل غير مسبوق للضربات المباشرة وغير المباشرة بين الطرفين، شملت أراضي ومصالح حيوية لكل منهما.
ففي 13 نيسان 2024، نفذت إيران هجوماً واسع النطاق باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ باليستية ضد إسرائيل (أطلقت عليه اسم "الوعد الصادق 1")، إلا أنّ معظم الهجمات تم اعتراضها بمساعدة أميركية، ولم تُسجّل خسائر كبيرة. وأعلنت طهران أن الهجوم جاء رداً على غارة جوية إسرائيلية استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق في 1 نيسان، وأسفرت عن استشهاد سبعة من أعضاء الحرس الثوري الإيراني، بينهم الجنرال محمد رضا زاهدي والعميد محمد هادي حجّي.
وفي 1 تشرين الأول 2024، شنّت إيران هجوماً صاروخياً واسعاً على إسرائيل، أطلقت خلاله أكثر من 250 صاروخاً، وقالت إنها استهدفت مواقع عسكرية وأمنية في تل أبيب والقدس ومناطق أخرى. وقد أعلنت أن الهجوم جاء رداً على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله، حسن نصر الله، ورئيس المكتب السياسي السابق لحركة "حماس"، إسماعيل هنية، ومساعد قائد العمليات في الحرس الثوري، عباس نيلفروشان.
ورداً على عملية إيران في 13 نيسان، نفّذت إسرائيل هجوماً محدوداً فجر 19 نيسان، استهدف مواقع داخل الأراضي الإيرانية، أبرزها قاعدة جوية قرب مفاعل نطنز في محافظة أصفهان وسط إيران.
كما شنت إسرائيل، بتاريخ 26 تشرين الأول، عملية عسكرية جوية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم "أيام الرد"، ردّاً على عملية "الوعد الصادق 2" التي نفذتها إيران في 1 تشرين الأول. واستهدفت العملية الإسرائيلية منشآت عسكرية في عدّة محافظات إيرانية، بينها مواقع لتصنيع وتخزين الطائرات المسيّرة والصواريخ، إضافة إلى بطاريات دفاع جوي.
وشاركت في الغارات عشرات الطائرات التابعة لسلاح الجو الإسرائيلي. وبينما أكدت إيران أن دفاعاتها الجوية تصدّت للهجوم وقلّلت من حجم الخسائر، اعتبر الإعلام الإسرائيلي أنّ العملية حققت أهدافها في الردع الاستراتيجي.