دان حزب الله بشدة الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مطار العاصمة اليمنية صنعاء، واصفًا ما جرى بـ"العدوان الوحشي البربري"، ومشدّدًا على أنّ استهداف الطائرة المدنية الوحيدة المتبقية في المطار "يمثّل خرقًا فاضحًا لكل الأعراف والقوانين الدولية والإنسانية".
وقال الحزب في بيان رسمي صدر عنه مساء اليوم، إنّ "العدو الصهيوني يُمعن في انفلاته وعدوانه الوحشي على شعوب منطقتنا، من غزة إلى لبنان واليمن"، في إشارة إلى الهجمات المتواصلة التي تنفذها إسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة في تشرين الأول 2023، وما تبعها من تصعيد غير مسبوق شمل لبنان واليمن.
وأكد البيان أنّ الغارات الإسرائيلية الأخيرة على اليمن "جاءت امتدادًا لمسار طويل من سياسة الإبادة الجماعية والتجويع التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وللاعتداءات اليومية على السيادة اللبنانية"، واصفًا استهداف الطائرات المدنية بـ"الجريمة الدولية".
وشدد حزب الله على أن "هذا التمادي الإسرائيلي ما كان ليحصل لولا الغطاء الأميركي الكامل، والصمت المخزي للمجتمع الدولي"، معتبرًا أن الموقف الأميركي يُعزز من "وحشية العدوان الصهيوني ويمنحه الحصانة".
وأضاف البيان: "العدو لم يتّعظ من دروس ربيبته أميركا، التي عجزت رغم سنوات الحرب عن إخضاع اليمن وشعبه وقيادته"، مشيرًا إلى أن واشنطن اضطرت إلى "وقف عدوانها على اليمن بعد أن أقرت بفشلها"، في إشارة إلى وقف العمليات العسكرية للتحالف الذي تقوده السعودية بدعم أميركي، وما تلاه من انخراط في مفاوضات أممية متعثّرة.
وحيا حزب الله "المواقف الشجاعة والجريئة والحكيمة للقيادة اليمنية"، مؤكداً تضامنه الكامل مع "الشعب اليمني الأبي"، الذي وصفه بأنه "لن يزيده العدوان إلا عزماً وبأساً وتصميماً على المضي قدمًا في ما بدأه، حتى وقف حرب الإبادة وفك الحصار عن أهل غزة".
كما اعتبر البيان أن الغارات الإسرائيلية الجديدة على مطار صنعاء "لن تُثني اليمنيين عن الاستمرار في إسناد الشعب الفلسطيني المظلوم، الذي تُرتكب بحقه يومياً أبشع المجازر".
وختم الحزب بيانه بدعوة جميع "الدول والشعوب الحرة في العالم إلى الإدانة والاستنكار والتحرك الفاعل لفك الحصار الظالم على قطاع غزة واليمن"، مطالبًا بشكل خاص الشعوب والدول العربية والإسلامية بـ"الوقوف إلى جانب الشعب اليمني العزيز ومؤازرة موقفه الشجاع والنبيل، نصرة لفلسطين وشعبها الصامد".
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قد شنّ صباح اليوم 4 غارات جوية على مطار صنعاء، ما أدى إلى احتراق طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية اليمنية، كانت تتحضّر لنقل فوج من الحجاج. وقد أعلنت الشركة وقفًا مؤقتًا لجميع الرحلات من المطار "حتى إشعار آخر".
وتقول إسرائيل إن الغارات جاءت ردًا على إطلاق الحوثيين صواريخ ومسيرات باتجاه جنوب إسرائيل ضمن حملة الدعم لحركة حماس. وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسراييل كاتس إن المطار سيُستهدف مرارًا وتكرارًا، متوعدًا بـ"تدمير البنية التحتية التي يستخدمها الحوثيون وداعموهم".
في المقابل، حذّر الحوثيون من أنهم "سيواصلون استهداف السفن الإسرائيلية في البحر الأحمر"، وتوعدوا بـ"فرض حظر بحري على ميناء حيفا".
الـــمــــزيــــــــــد
