قال مصدر أمني إسرائيلي رفيع لقناة "العربية"، إن الوضع الأمني في شمال إسرائيل شهد تغيرًا جذريًا في الأشهر الأخيرة، ما مكّن سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى بلداتهم، بعد فترات طويلة من الإخلاء نتيجة الاشتباكات مع حزب الله.
وأوضح المصدر أن الهدف الأساسي للعمليات العسكرية في الشمال كان تغيير الواقع الأمني القائم، وضمان عودة الاستقرار السكاني، مؤكدًا أن الجيش الإسرائيلي يعمل اليوم دون قيود ميدانية كما كان في السابق.
وأكد المسؤول الأمني، الذي لم يُكشف عن اسمه، أن التقديرات الإسرائيلية تُشير إلى أنه "لا وجود حاليًا لقيادة فاعلة لحزب الله في جنوب لبنان"، نتيجة الضربات المتتالية التي تلقّاها الحزب خلال الأشهر الماضية.
وأشار إلى أن الجيش الإسرائيلي نجح في تصفية نحو 200 عنصر من حزب الله منذ وقف إطلاق النار الأخير، وهو رقم يُعتبر مرتفعًا ويعكس حجم العمليات الجارية، حسب قوله.
رغم هذه التطورات، أشار المصدر إلى أن حزب الله "يحاول جديًا استعادة قدراته العسكرية"، من خلال إنتاج مواد قتالية محليًا، وتعزيز اقتصاده الميداني، ما يدفع الجيش الإسرائيلي إلى الاستمرار في رصد ومهاجمة أي محاولة لإعادة ترميم البنية القتالية للحزب.
وأضاف:"هدفنا الوحيد هو منع الحزب من العودة إلى ما كان عليه قبل الحرب، وهذا يتطلب متابعة دقيقة وعملًا استباقيًا في العمق".
للمرة الأولى، أشار المصدر الإسرائيلي إلى أن الحكومة اللبنانية بدأت تتحمّل مسؤولياتها، وتُبادر إلى اتخاذ "خطوات فعّالة" – على حد تعبيره – في بعض مناطق الجنوب، من دون الكشف عن طبيعة هذه الخطوات أو مداها الفعلي.
كما أكّد المصدر الأمني أن إسرائيل لا تعتقد حاليًا بوجود أنفاق هجومية عابرة للحدود يستخدمها حزب الله، وهو تطور يعكس تغيرًا في التكتيك، بعد أن كانت قضية الأنفاق تشكل محورًا أساسيًا في الاستراتيجية الدفاعية الإسرائيلية منذ العام 2018.