قال المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف إن بلاده على وشك إرسال ورقة شروط جديدة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة بين حركة حماس و"إسرائيل"، وإبرام صفقة لتبادل الأسرى.
وأكد ويتكوف أن لديه شعورًا إيجابيًا بشأن التوصل إلى وقف لإطلاق النار يؤدي إلى اتفاق طويل الأمد.
وقالت القناة 13 الإسرائيلية إن رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يعقد مساء اليوم الخميس اجتماعًا لبحث مقترح الصفقة الجديد والمفاوضات لإطلاق سراح الأسرى.
وكانت حركة حماس أعلنت التوصل إلى اتفاق على إطار عام مع المبعوث الأميركي يحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار وانسحابًا كاملاً لـ"إسرائيل" من قطاع غزة، وقالت إنها بانتظار الرد عليه.
وأضافت حماس أن الاتفاق يتضمن تدفق المساعدات وتولي لجنة مهنية إدارة شؤون القطاع فور الإعلان عن الاتفاق.
نقل موقع "أكسيوس" –عن 3 مصادر مشاركة في المفاوضات– أن البيت الأبيض يبدي تفاؤله بإسهام مقترح ويتكوف الجديد في سد الفجوات المتبقية بين حماس و"إسرائيل" للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، واتفاق بشأن الأسرى قريبًا.
وأشار أحد المصادر إلى أنه قد يتم التوصل إلى اتفاق خلال أيام لإنهاء الحرب في غزة إذا تحركت كل من حماس و"إسرائيل" قليلاً.
نقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن مسؤولين إسرائيليين مشاركين في المفاوضات غير المباشرة مع حركة حماس حديثهم عن "تطور إيجابي" في إمكانية التوصل إلى صفقة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى في غزة.
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر إسرائيلي قوله إن المقترح الجديد الذي قدّمه ويتكوف يشمل إطلاق سراح 9 محتجزين أحياء و18 جثة مقابل ستين يومًا من وقف إطلاق النار.
وأضاف المصدر أن المقترح يتضمن خلال هذه الفترة مفاوضات لإنهاء القتال، مشيرًا إلى أن المقترح يمكّن "إسرائيل" من استئناف العمليات أو مواصلة التفاوض لإطلاق سراح محتجزين إضافيين في حال عدم التوصل إلى اتفاق في نهاية المرحلة.
ويتضمن المقترح أيضًا أن تكون المساعدات الإنسانية تحت إشراف الأمم المتحدة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي سيطر عليها منذ بدء عملية "السيف والدرع".
قال وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، أمس، إن توقيع صفقة جزئية لتبادل الأسرى مع حركة حماس يُعد "حماقة شديدة"، مؤكدًا أنه لن يسمح بأي اتفاق يمنح حماس فرصة للتعافي.
وادعى سموتريتش أن حماس تمر بأزمة حادة نتيجة الضغط العسكري وتغيّر آلية توزيع المساعدات، في إشارة إلى الآلية الجديدة المدعومة أميركيًا وإسرائيليًا والتي بدأت أول أمس في نقطتين بقطاع غزة، لكنها فشلت وانتهت بانسحاب القوة الأمنية الأميركية المكلّفة بالتوزيع.
ورأى سموتريتش أن الحل الوحيد من وجهة نظره هو تضييق الخناق على حماس وفرض صفقة استسلام كاملة تشمل إطلاق جميع الأسرى دفعة واحدة، رافضًا أي اتفاق يمنح حماس طوق نجاة أو فرصة للتنفس.
رد وزير الخارجية الإسرائيلي غدعون ساعر بشكل غير مباشر على تصريحات سموتريتش، من دون أن يذكره بالاسم.
وكتب ساعر في منشور على منصة "إكس" أن "إسرائيل" قدّمت قبل 11 يومًا ردًا إيجابيًا على المقترح الأميركي بشأن صفقة لتحرير المختطفين، وحتى الآن ترفضه حماس.
وأضاف أنه "ما دامت هناك فرصة لإطلاق سراح الأسرى، فمن الصواب استغلالها، فتلك رغبة الأغلبية الساحقة من الشعب في إسرائيل".
تقدّر "إسرائيل" عدد أسراها في غزة بـ58 أسيرًا، منهم 20 على قيد الحياة، بينما يقبع في سجونها أكثر من 10,100 فلسطيني، يعانون من التعذيب والتجويع والإهمال الطبي الذي أدى إلى وفاة عدد كبير منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.
وتتهم المعارضة الإسرائيلية وعائلات الأسرى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو –الصادرة بحقه مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية– بأنه يواصل الحرب استجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفًا في حكومته، حفاظًا على موقعه السياسي.
وتشنّ "إسرائيل"، بدعم أميركي كامل، منذ 7 تشرين الأول 2023، حربًا على قطاع غزة خلّفت أكثر من 177,000 شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى أكثر من 11,000 مفقود، بحسب مصادر فلسطينية.