نتالي، وهي إحدى العاملات في مسبح نسائي شرعي، قالت في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، الوضع هذا العام مختلف تمامًا عن الأعوام السابقة. هناك خوف حقيقي لدى الكثير من النساء، سواء المحجبات أو غير المحجبات، من أن تكون المسيرات الإسرائيلية تراقبهن وتخترق خصوصيتهن، حتى في أماكن يُفترض أنها آمنة وتوفر لهن الراحة".
وأضافت: رغم عدم وجود دليل ملموس على قيام هذه المسيّرات بعمليات تصوير داخل المسابح، إلا أن مجرد تحليقها المستمر فوق الأجواء اللبنانية يثير الشك والقلق، ويدفع الكثيرات إلى اتخاذ الاحتياطات".
في المقابل، أكّد عدد من الضباط العسكريين المتقاعدين في حديثهم مع "ليبانون ديبايت"، أن الأجواء اللبنانية مستباحة بشكل شبه كامل من قبل الطائرات المسيّرة الإسرائيلية، التي تجوب السماء من الحدود الجنوبية إلى الناقورة، مرورًا بالمناطق الساحلية التي تضم عددًا من المسابح النسائية.
وأشار هؤلاء الضباط إلى أن هذه الطائرات تمتلك تقنيات متطورة تمكّنها من تتبع أهداف معينة، باستخدام تقنيات التعرّف على الوجوه أو بصمة العين، بالإضافة إلى قدرتها على التصوير وإرسال الصور وتخزينها بشكل مباشر، ما يجعل احتمالية اختراق حرمة المواطنين، وخاصة النساء، مسألة واقعية وخطيرة.
من جهتها، دعت مراجع دينية عبر "ليبانون ديبايت" إلى توخي الحذر في التعامل مع هذا الواقع المستجدّ، مشددة على ضرورة تجنّب ارتياد المسابح المكشوفة، حتى وإن كانت شرعية وخاصة بالنساء. كما أوصت باللجوء إلى المسابح المغلقة المزوّدة بأسقف تحجب الرؤية الجوية، مؤكدة أن مجرد تحليق المسيّرات فوق أماكن تجمع النساء يُعدّ انتهاكًا صارخًا للخصوصية والحرمة الشرعية.
وختمت المراجع نداءها بدعوة الأهالي والمؤسسات المعنية إلى اتخاذ الإجراءات المناسبة لحماية النساء وصون كرامتهن، في ظل استمرار ما وصفته بـ"العدوان الصامت"، الذي لا يفرّق بين الأجساد، ولا يحترم حرمة أي مكان.