أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، اليوم الجمعة، أنّ الاعتراف بدولة فلسطينية لم يعد مسألة رمزية أو إنسانية فحسب، بل هو "مطلب سياسي" ملحّ تفرضه الوقائع والمتغيرات الميدانية، وذلك خلال مؤتمر صحافي عقده في سنغافورة، ضمن جولته في جنوب شرق آسيا.
وقال ماكرون: "الاعتراف ليس مجرد واجب أخلاقي، بل مطلب سياسي، ونحن ندرسه انطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه استقرار المنطقة"، مشيرًا إلى أن هناك شروطًا يجب أن تتوافر من أجل اتخاذ هذه الخطوة بشكل فعّال وهادف، من دون أن يحدّد تفاصيل هذه الشروط.
وفي لهجة تصعيدية لافتة تجاه إسرائيل، دعا ماكرون الأوروبيين إلى تشديد موقفهم الجماعي، إذا لم تبادر الحكومة الإسرائيلية إلى اتخاذ خطوات فورية لتحسين الوضع الإنساني في قطاع غزة، وقال: "إذا لم يتم تقديم ردّ بمستوى الكارثة الإنسانية خلال الساعات أو الأيام المقبلة، فعلى الأوروبيين اتخاذ مواقف أكثر حزماً".
وتُعد هذه التصريحات من أقوى المواقف الصادرة عن الرئيس الفرنسي منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة "حماس" في 7 تشرين الأول الماضي، وقد جاءت في سياق تصاعد الضغوط الدولية على الحكومة الإسرائيلية لوقف العمليات العسكرية في غزة، التي خلّفت عشرات آلاف الشهداء والجرحى، إلى جانب كارثة إنسانية غير مسبوقة.
وكان ماكرون قد أكد، في محطة سابقة من جولته في جنوب شرق آسيا، وتحديدًا خلال زيارته إلى إندونيسيا الأربعاء الماضي، أن فرنسا ملتزمة بشكل واضح بحلّ الدولتين كسبيل وحيد لإنهاء الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين. وأضاف: "لا توجد معايير مزدوجة في السياسة الفرنسية تجاه الشرق الأوسط"، في رد ضمني على الانتقادات التي طالت باريس بسبب دعمها الثابت لأوكرانيا، مقابل ترددها في اتخاذ خطوات حازمة بشأن غزة.
وشدد الرئيس الفرنسي على أن "الحل السياسي وحده هو الذي يمكن أن يعيد السلام ويؤسس لبناء طويل الأمد"، مؤكدًا أن استمرار الوضع الراهن في قطاع غزة يهدد الأمن الإقليمي والدولي، ويقوّض مصداقية المجتمع الدولي.
وكان ماكرون قد وصل إلى سنغافورة يوم أمس الخميس، في المحطة الأخيرة من جولته التي شملت أيضًا فيتنام وإندونيسيا، في وقت تسعى فيه باريس إلى تعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي في منطقة جنوب شرق آسيا، في إطار موازنة النفوذين الصيني والأميركي.
الـــمــــزيــــــــــد
