"ليبانون ديبايت"
في حادثة تُعبّر عن مستوى مقلق من التسيّب والتجاوز في مطار رفيق الحريري الدولي، تعرّضت مواطنة لبنانية وهي معلمة لسلوك مهين وتهديد مباشر من أحد عناصر قوى الأمن الداخلي، في وقت يُفترض أن يشكّل فيه المطار واجهة حضارية للبلد ومكانًا لضمان كرامة المسافرين وسلامتهم.
وبحسب ما علم "ليبانون ديبايت"، فإن المعلمة كانت تقف في طابور التفتيش عند المغادرة، حين قام ثلاثة أشخاص بتجاوز الصف، لتبادر إلى الإشارة إلى الخرق، خاصة أن الأمر أثار استياءً عامًا من الركاب.
لاحقًا، أُخضعت المعلمة لتفتيش مهين من قبل عنصر في قوى الأمن، شمل فتح الحقيبة بالكامل، تفتيش كل محتوياتها بما فيها كتب تعليمية وجهاز لابتوب، وأُخذ مبلغ من المال من الحقيبة لتصويره دون تفسير، في ما بدا أنه محاولة لإيجاد ذريعة لمساءلتها.
المفاجأة لم تكن في التجاوز بحد ذاته، بل في الرد الفجّ لأحد العناصر الأمنية، الذي توجّه إليها بلهجة تهديدية، قائلاً: "أنا سهران كل الليل، امشي أحسن ما أبتلي بربك"، في مشهد مستهجن لا يليق بصفة رجل أمن، ويستوجب مساءلة فورية. وأثناء التفتيش، حاولت المعلمة شرح موقفها قائلة: "أنا معلمة، ماذا ستجدون في حقيبتي سوى الكتب؟" إلا أن ذلك قوبل بتفتيش استغرق نحو 15 إلى 20 دقيقة، في مشهد يوحي بأن الاعتراض يُقابل بالعقاب، وكأن الرسالة غير المعلنة، أن "من يتكلم يُؤدّب ويعاقب، وبأسلوبنا الخاص".
المعلمة لم تصدر عنها أي إساءة أو تصرف غير لائق، بل اكتفت بالمطالبة باحترام القانون والنظام، إلا أنها تعرضت لإجراءات غير مبررة وغير أخلاقية، خاصة وأنها امرأة تبلغ من العمر 60 عامًا، مما يجعل هذا التصرف معها مُعيب وغير مقبول وينتهك أبسط معايير الاحترام والإنسانية.
هذه الواقعة، بما تمثّله من تعدٍ صارخ على كرامة المواطن، تسلّط الضوء على الفوضى المستشرية داخل المطار، وتضع الأجهزة المعنية، وعلى رأسها وزارة الداخلية، أمام مسؤولية اتخاذ الإجراءات اللازمة فورًا، فالمطار ليس ساحة للانتقام، ولا مرتعًا للغة الاستقواء.