على الرغم من أن التصعيد الإسرائيلي الأخير يستحضر التي شبح الأخيرة، إلاّ أن الكاتب والمحلل السياسي نبيل بومنصف، لا يتوقع أي تغيير في إيقاع الإعتداءات الحالي، بحيث يبقى في حالة "نصف حرب مفتوحة"، بمعنى أن "لا تهدئة كما لا انزلاقٍ إلى حربٍ واسعة أو اجتياح، لأن الأميركيين يرفضون أي حروب كبيرة في المنطقة، ويبحثون في إنجاز اتفاقٍ مع إيران، حتى أن الرئيس دونالد ترامب قد هدد بنيامين نتنياهو من اللعب بالنار."
وفي حديثٍ لـ"ليبانون ديبايت"، يعتبر المحلل بومنصف إن واشنطن لا تردع إسرائيل عن مواصلة عملياتها العسكرية ضد لبنان بحجة سلاح "حزب الله"، علماً أنها لا تنقصها الذريعة لكي تعتدي على لبنان فيما واشنطن تكتفي بترك المجال أمام إسرائيل للضغط عسكرياً على لبنان.
ويصف بومنصف العمليات الإسرائيلية التي تستهدف الجنوب والبقاع منذ يومين ب"الحرب الوقائية"، معتبراً أن "هذا الأمر يُبقي على لبنان نصف مذبوح وعاجز عن التعافي".
ورداً على سؤال حول ما إذا كانت هذه الإعتداءات تأتي في إطار "ورقة الضمانات الأميركية"، يؤكد بومنصف أن "لبنان غير معني بهذه الورقة المحصورة بين الولايات المتحدة وإسرائيل، خصوصاً وأن ما يحصل من خروقات وقصف وتوغل، يأتي بمعزلٍ عن أي ضمانات أميركية، لأن إسرائيل تنفذ اتفاق وقف النار على طريقتها سواء حصلت على هذه الضمانات التي تعزز موقفها أم لم تحصل عليها".
وعن الموقف الأميركي من التمادي الإسرائيلي، يلاحظ بومنصف أن "عدم تدخل واشنطن، هو رسالة للبنان بأن عدم نزع سلاح حزب الله سيعني استمرار الضربات الإسرائيلية للبنان، من دون أن يؤدي ذلك إلى حرب مفتوحة بل إلى حرب بمعايير محددة من خلال موجة غارات وبوتيرة زمنية معينة".
وفي المقابل وعلى المستوى اللبناني، يتحدث بومنصف عن استحقاق تسليم السلاح الفلسطيني للجيش والذي ستبدأ المرحلة الأولى منه في منتصف حزيران، معتبراً أنه في ضوء هذه التجربة، سيكون من الممكن الحكم على جدية كل الأطراف المعنيّة، ثم لاحقاً تحديد المسار العام لتنفيذ بند حصرية السلاح، من خلال جهوزية السلطة كما الحزب في هذا الملف.
ويكشف بومنصف عن ضغطٍ أميركي على لبنان من أجل برمجة عملية تسليم سلاح الحزب، إنما من دون أي مواجهة بل عبر آليةٍ أو خطة تحددها السلطة اللبنانية، مؤكداً أن هذا الأمر لا يحصل حالياً وذلك بدليل التمايز في المواقف بين رئيسي الجمهورية جوزف عون والحكومة نواف سلام.
وفي هذا الإطار، يتحدث بومنصف عن "أثمان وكلفة للواقع الحالي الذي بات أسوأ من واقع الحرب بسبب الجمود والمراوحة على أكثر من صعيد"، مشيراً إلى أن "الحزب ما زال يناور في مسألة حصرية السلاح بيد الشرعية اللبنانية، وهو يعتقد أنه ما زال قادراً على اللعب على الهوامش الإقليمية والدولية، إنما هذا الزمن قد انتهى".
ويؤكد بومنصف أنه "عندما يشعر الحزب بان الدولة جدية في بسط سلطتها ونزع أي سلاح غير شرعي، فهو سيغيّر موقفه الحالي الذي يكرره يومياً حول رفضه لهذا الأمر وقد انضمّ إليه أخيراً الرئيس نبيه بري أيضاً".
وعن زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتيغاس، يقول بومنصف إنها ستحصل في منتصف حزيران إنما لم تحدد بعد بشكل رسمي، لكنه يتوقع أن تأتي ب"أمر عمليات جديد وخطة عمل كاملة وتضع الجميع أمام مسؤولياتهم".