شدد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب أمين شري على أن "العلاقة بين حزب الله ورئيس الحكومة نواف سلام ما زالت قائمة على ما تبقى من ودّ، ولم تنقطع، وقنوات التواصل ما زالت فاعلة"، داعياً إلى "الكف عن محاولات الاصطياد في الماء العكر وتصوير الأمور بغير حقيقتها".
وعن اللقاء الذي جمع كتلة "الوفاء للمقاومة" برئيس الجمهورية في قصر بعبدا، وصف شري الأجواء بأنها "ممتازة وإيجابية"، مشيراً إلى أن "النقاش تركز حول عناوين أساسية تم التوافق عليها، لا سيما ما يتعلق بضمان استمرار السياسة الوطنية للبنان والحفاظ على وحدته". وأعرب عن أمله في أن "يمتد صفاء العلاقة مع رئيس الجمهورية إلى العلاقة مع رئيس الحكومة أيضًا".
وأكد شري في حديث إلى برنامج "أحداث في حديث" عبر إذاعة "صوت كل لبنان"، أن "الموقف الموحد للرؤساء الثلاثة سيبقى صلباً وسيُبلَغ إلى الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس"، محذراً من أن "غياب هذا الإجماع سيجعل لبنان عرضة لأن يبتلعه الدب الأسود بكل سهولة".
وأوضح أن "الجميع يطمح إلى دولة قوية بجيشها ومؤسساتها"، مجدداً التزام حزب الله "بالتعاون مع رئيس الجمهورية للوصول إلى صيغة استراتيجية دفاعية تحفظ السيادة وتكرّس الاستقرار".
وأضاف أن "حزب الله لا يتعامل بمنطق القطيعة، بل يمدّ اليد حتى إلى الخصوم السياسيين عندما تقتضي المصلحة الوطنية ذلك"، معتبرًا أن "التلاقي على القواسم الإصلاحية المشتركة هو مسؤولية وطنية، وليس ضعفاً". وأشار إلى أن "الانتخابات البلدية في بيروت شكّلت نموذجاً حيّاً لهذا النهج".
ورأى شري أن "اتفاق وقف إطلاق النار لم يُنهِ الحرب، بل استمرت بشكل مختلف من خلال الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة، واحتلال إسرائيل المستمر، ورفض إعادة الأسرى"، مشدداً على أن "هذا الواقع يتطلب موقفاً وطنياً موحداً يتجاوز التباينات السياسية ويؤسس لتفاهمات بناءة، لا سيما بشأن تنفيذ الالتزامات الواردة في البيان الوزاري".
وانتقد التركيز الداخلي على مسألة "حصرية السلاح"، معتبرًا أن "هناك أولويات أخرى لا تقل أهمية، مثل تحرير الأرض ووقف الاعتداءات الإسرائيلية"، وهي نقاط أكد أنها واردة في البيان الوزاري وخطاب القسم الرئاسي.
كما شدد على أهمية ملفي تحرير الأسرى وإعادة الإعمار، مشيراً إلى أن "رئيسي الجمهورية والحكومة تعهدا بمتابعتهما، إلا أن الدولة اللبنانية لم تتخذ بعد قرارات واضحة لمعالجة هذه الملفات، لا سيما لجهة آلية المسح والتعويضات في الجنوب"، سائلاً: "هل بات الأمر متعلقاً فقط بإملاءات خارجية بشأن السلاح؟"
وفي ما يتعلق بدور "اليونيفيل" والجيش اللبناني، أشار إلى أنهما "لم ينجحا في ردع التصعيد الإسرائيلي المتعمّد"، مؤكداً أن "حزب الله ملتزم بالاتفاقات، ويترك المعالجة للدولة اللبنانية التي لم تضطلع بمسؤولياتها كما يجب".
كما شكك شري في "جدية تسليم سلاح المخيمات الفلسطينية، في ظل غياب التفاهم بين الفصائل وغياب خطة واضحة".
وعن لقاء المسؤول في حزب الله وفيق صفا والمبعوثة الأممية جينين بلاسخارت، قال شري: "هذا اللقاء لم يكن الأول ولن يكون الأخير، وجرى خلاله بحث معمق حول القرار 1701، مع التشديد على ضرورة الضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها، والحفاظ على دور اليونيفيل ضمن إطار القرار الأممي".
وختم شري بتوجيه انتقاد لوزير الخارجية يوسف رجّي، معتبرًا أنه "يتصرف وكأنه ليس وزير خارجية لبنان، ويلقي مسؤولية عدم الالتزام بالقرار 1701 على حزب الله، ما يقدّم ذريعة لإسرائيل لمواصلة اعتداءاتها". وتوجه إليه بالقول: "احترم سيادة لبنان، فالالتزام بسياسة الدولة واجب لا مفر منه"، مشدداً على أن "لبنان لن يكون في أمان ما دام الجنوب ينزف وجراحه لم تلتئم".