"ليبانون ديبايت"
شكّل البيان الرسمي للزيارة التي قامت بها المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان، جينين، إلى مكتب مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله، وفيق صفا، علامة استفهام حول استهلاله بعبارة "في إطار لقاءات التنسيق الدورية". اجتمع صفا مع بلاسخارت، وتمّ البحث في قرار مجلس الأمن 1701 والتطورات الراهنة في جنوب لبنان، وضرورة الالتزام والتقيّد بالقرار الأممي حفاظاً على الاستقرار في المنطقة.
لقاءات غير مُعلنة وسط توتر جنوبي
اللافت أن معظم هذه اللقاءات لم يُعلن عنها مسبقاً، وتأتي في وقت حساس تشهد فيه قوات اليونيفيل اعتراضات متزايدة من أهالي البلدات الجنوبية، بعد قيام بعض الدوريات بدخول أحياء سكنية دون مرافقة الجيش اللبناني، ما فُهم أنه تجاوز لصلاحياتها، وأثار نقمة شعبية. ومن هنا، يبرز التساؤل حول ما إذا كانت هذه اللقاءات تهدف إلى تنقية الأجواء واحتواء التوتر بين الطرفين، لا سيما بعد تصاعد حالات الاحتكاك الميداني.
حزب الله: التنسيق مع الأمم المتحدة ليس مستجداً
مصادر مطّلعة على أجواء حزب الله تؤكد أن هذه اللقاءات تُعدّ دورية وطبيعية، باعتبار أن الأمم المتحدة موجودة ميدانياً في الجنوب، وحزب الله هو طرف سياسي أساسي في البلد، وله حضور فعلي على الأرض. بالتالي، فإن التواصل بين الطرفين مستمر ودائم، ولا يُعدّ تطوراً طارئاً أو مستجداً.
تشديد على الخروقات الإسرائيلية
ورغم الطابع "التنسيقي" لهذه اللقاءات، تُشير المصادر إلى أن حزب الله يستغلها لطرح القضايا الجوهرية، وعلى رأسها الخروقات الإسرائيلية المستمرة لقرار وقف إطلاق النار ولقرار مجلس الأمن 1701. وتشدد المصادر على أن الحزب يُصرّ خلال اللقاءات على إثارة هذه المسألة، ويطالب المجتمع الدولي باتخاذ موقف واضح وحازم تجاه الخروقات الإسرائيلية المتكررة، خاصة في ظل التزام الحزب من جانبه بالقرار الأممي، مقابل استمرار الطرف الآخر في العدوان.
كما أكدت المصادر أن اللقاء الأخير مع بلاسخارت كان مناسبة لمطالبة الأمم المتحدة بتحمّل مسؤولياتها، إلى جانب مطالبة الدول الضامنة للاتفاق الدولي باتخاذ خطوات فعلية للحد من الانتهاكات.
لا أوهام حول نتائج اللقاءات
ورغم الانتظام في عقد هذه اللقاءات، لا تبدي المصادر تفاؤلاً كبيراً بشأن قدرتها على إحداث تغيير فعلي على الأرض، إذ إن الردود الدبلوماسية المعتادة من المسؤولين الأمميين، بحسب تعبيرهم، "لا تغيّر من الواقع شيئاً". فإسرائيل، كما تقول المصادر، تضرب بعرض الحائط كل المساعي الدولية، وكل الضغوط — حتى مع التشكيك في جديتها — لم تمنعها من الاستمرار في ارتكاب الجرائم، لا سيما أن المجتمع الدولي لا يُحمّلها أي مسؤولية، بل على العكس، يُوفر لها الحماية السياسية.
لا تواصل مع الأميركيين
وفيما يتعلق بإمكانية وجود أي تواصل بين حزب الله والولايات المتحدة، تجزم المصادر بعدم وجود أي اتصال حالياً بين الطرفين. وتُذكّر بأن الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، كان قد تحدث في مرحلة سابقة عن محاولات أميركية للتواصل، لكن تلك المرحلة كانت لها ظروفها الخاصة. أما اليوم، فلا توجد أي معلومات عن محاولات مماثلة.
وتختم المصادر بالإشارة إلى أن الظروف التي سمحت بتواصل الولايات المتحدة مع حماس والحوثيين لا تنطبق على حزب الله، نظراً لاختلاف الوضع اللبناني عن غزة أو اليمن. كما تؤكد أن الحزب ليس على استعداد للتواصل مع من يغطي العدوان على أرضه، بل تذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تمارس حتى ضغطاً فعلياً على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.