أعلنت حركة حماس يوم السبت أنها سلّمت الوسطاء ردّها الرسمي على الاقتراح الأميركي لهدنة في قطاع غزة، حيث تشهد حربًا مع إسرائيل منذ السابع من تشرين الأول 2023. وأوضح مصدر في الحركة أن الردّ جاء إيجابيًا، مع التشديد على ضرورة ضمان وقف دائم لإطلاق النار.
واشترطت حماس في ردها على مقترح الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف أن يضمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التزام إسرائيل بوقف النار خلال هدنة تمتد لشهرين. كما طالبت الحركة برفع القيود على حركة السفر عبر معبر رفح وإدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى انسحاب القوات الإسرائيلية من مواقعها ابتداءً من اليوم الأول لوقف النار، على أن يكون ذلك لمواقع ما قبل 2 آذار.
وشدّدت حماس على ضرورة بدء المفاوضات غير المباشرة لوقف نار دائم من اليوم الأول للهدنة، مع ضمان استمرار الوسطاء في متابعة المفاوضات حتى التوصل إلى اتفاق دائم.
ويأتي إعلان الحركة غداة تهديدات أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، مطالبًا حماس بقبول الاقتراح الأميركي وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة، أو مواجهة القضاء عليهم، في حين أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن هدنة قريبة جدًا في القطاع المدمّر.
ويتطابق عدد الرهائن الأحياء والأموات الذين أبدت حماس استعدادها لتسليمهم مع الأعداد الواردة في المقترح الأميركي، الذي تقدم به الموفد ويتكوف. وأفاد مصدر مطلع على سير المفاوضات لوكالة فرانس برس أن حماس أبلغت الوسطاء ردها مكتوبًا، متضمنًا قبولًا إيجابيًا للمقترح، مع التأكيد على ضمان وقف دائم لإطلاق النار، انسحاب إسرائيلي كامل، والإفراج عن عشرة أسرى على ثلاث دفعات.
وفي بيان رسمي نُشر السبت، أوضحت حماس أن الاتفاق يشمل إطلاق سراح عشرة أسرى إسرائيليين أحياء لدى المقاومة، وتسليم 18 جثمانًا مقابل عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين. وأشارت إلى أن الهدف النهائي يبقى وقف إطلاق نار دائم، وانسحابًا شاملاً من قطاع غزة، وضمان تدفق المساعدات إلى السكان المتضررين.
من بين 251 شخصًا خطفتهم حماس خلال هجومها على إسرائيل في السابع من تشرين الأول 2023، لا يزال 57 منهم محتجزين في غزة، وأكد الجيش الإسرائيلي وفاة 34 على الأقل.
تواجه إسرائيل ضغوطًا دولية متزايدة بسبب الأزمة الإنسانية المتفاقمة في قطاع غزة الذي تحوّل إلى ركام، حيث تقول الأمم المتحدة إن المساعدات التي سُمح بدخولها لا تعدو كونها "قطرة في محيط" في ظل حصار خانق استمر لأكثر من شهرين. وقال ينس لايركه، المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن غزة تعد "المكان الأكثر جوعًا في العالم، حيث 100% من السكان مهدّدون بالمجاعة".
وكانت واشنطن قد أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع حصولها على موافقة إسرائيل على مقترح المبعوث الأميركي، من دون الكشف عن تفاصيله الكاملة. وأوضحت مصادر مطلعة أن المقترح يشمل هدنة لمدة 60 يومًا قابلة للتمديد حتى 70 يومًا، وإفراج حماس خلال الأسبوع الأول عن خمسة رهائن أحياء وتسعة متوفين، مقابل إطلاق سراح معتقلين فلسطينيين من قبل إسرائيل، على أن تتم عملية تبادل ثانية مماثلة في الأسبوع الثاني.
وكان هجوم حماس في السابع من تشرين الأول 2023 قد أسفر عن مقتل 1218 شخصًا في الجانب الإسرائيلي، معظمهم من المدنيين، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استنادًا إلى مصادر رسمية.