في ظل تصاعد الأزمات الاقتصادية والاجتماعية، وتزايد الاعتداءات الإسرائيلية اليومية على الجنوب اللبناني، تتواصل الجهود السياسية من أجل إيجاد حلول شاملة للأزمات. وفي هذا السياق، شدّد نائب رئيس مجلس النواب السابق إيلي الفرزلي على أنّ إدارة العهد الجديد للملف الجنوبي ومقاربة الرئيس جوزاف عون للواقع الأمني والسياسي، ترتكز على مسار واضح يهدف إلى تحرير الأرض، وبسط سلطة الدولة، وتنفيذ القرار 1701.
وقال الفرزلي، في حديثه إلى "الديار": "رغم كل الحملات والمزايدات، لم يفرّط الرئيس عون باستقرار لبنان، وأعتقد أنه يسير في الطريق السليم المدعوم دولياً. هذا الطريق عنوانه إزالة الأسباب التي أوجبت حمل السلاح، ودراسة السبل التي تؤدي إلى احتكار السلاح بيد الدولة وفرض هيبتها على كامل الأراضي اللبنانية. وأنا مع هذا التوجّه من دون تردّد".
وفي ما خصّ الحديث عن مفاوضات محتملة بين سورية وإسرائيل، رأى أن هذا الأمر متوقّع في ظل التفاهم الأميركي – التركي – الإسرائيلي حول المشهد السوري، موضحاً أن الاحتلال الإسرائيلي لمساحات من الأرض السورية، والذريعة بحماية الدروز، وصولاً إلى طرح إمكان التقسيم، هو جزء من خطة معلنة.
وتابع الفرزلي، "الرئيس دونالد ترامب سمح، بناءً على طلب سعودي، بإعادة احتضان السلطة السورية لتثبيت وحدة سوريا، وهذا لا يتحقق إلا عبر تنازلات تُقدَّم لإسرائيل".
وعن تداعيات ذلك على لبنان، أكّد أن فشل مخطط تقسيم سوريا سيعزّز استقرار لبنان، موضحاً أن الخطة الإسرائيلية القديمة – الجديدة تقوم على تقطيع أوصال الدول المجاورة، وإنهاء هذه الخطة في سوريا سينعكس إيجاباً على وحدة الكيان اللبناني.
أما في قراءة نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة، فأشاد الفرزلي بحصول هذا الاستحقاق، واصفاً إيّاه بـ"الإيجابي جداً لصالح العهد ودور السلطات الأمنية، سواء الجيش أو وزارة الداخلية".
ورأى أن الرسائل الشعبية جاءت واضحة من مختلف البيئات، موضحاً:
في الساحة السنّية: النتيجة التي حقّقها محمود الجمل أظهرت أن تيار المستقبل ما زال يتمتّع بتأييد واسع في بيئته.
في الساحة المسيحية: ثبت أن العائلات التقليدية لا تزال تمسك بالثقل الانتخابي الأساسي، إذ سعت كل الأحزاب إلى التحالف معها للفوز.
في جزين: اعتبر أن النائب ابراهيم عازار والنائب السابق زياد أسود كانا السبب المباشر في نجاح اللائحة، "بينما حاول رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الادّعاء أن الفوز يعود له شخصياً".
في الساحة الشيعية: أكّد أن البيئة الشيعية، بعد استشهاد السيد حسن نصرالله، بقيت متماسكة ومترابطة حول خيار المقاومة.
وحول الاستحقاق النيابي المقبل، أشار الفرزلي إلى أن الانتخابات مرجّحة أن تحصل وفق القانون الحالي، لافتاً إلى أن رئيس الجمهورية اتفق مع رئيس مجلس النواب على فتح دورة استثنائية للمجلس لمناقشة قانون جديد، إلا أن "التعديلات المقترحة ليست بهذه السهولة".