إثر انتقادات ويتكوف... حماس تكشف تفاصيل "التحايل الأميركي"

أعلنت حركة "حماس"، يوم السبت، أنها سلّمت ردها الرسمي إلى الوسطاء المصريين والقطريين بشأن خطة وقف إطلاق النار التي طرحتها الولايات المتحدة، مؤكدة أن هدفها هو "تحقيق وقف دائم لإطلاق النار، وانسحاب شامل من قطاع غزة"، إلى جانب تأمين دخول المساعدات الإنسانية.

وجاء في بيان للحركة أن الرد تضمّن عرضًا بإطلاق سراح 10 رهائن إسرائيليين أحياء، إضافة إلى إعادة جثامين 18 آخرين، مقابل إفراج إسرائيل عن عدد متفق عليه من الأسرى الفلسطينيين.

ورغم وصف مصادر مطّلعة الردّ بـ"الإيجابي"، إلا أن المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، رفض الورقة بشكل قاطع، واعتبرها "غير مقبولة إطلاقًا"، مدّعيًا أنها "تُعيد الأمور إلى الوراء".

كشف مصدر منخرط في المفاوضات لقناة CNN أن رد حماس تضمّن تعديلات على ثلاثة محاور رئيسية:

تمديد الهدنة المقترحة إلى أكثر من 60 يومًا

توسيع آلية توزيع المساعدات الإنسانية

تحديد المواقع التي تنسحب إليها القوات الإسرائيلية

وأوضح المصدر أن الرد تضمّن ضمانات لعدم استئناف القتال بعد الهدنة، وتوفير المساعدات عبر الأمم المتحدة، إلى جانب انسحاب الجيش الإسرائيلي إلى مواقعه ما قبل 2 آذار.

في تصريح لشبكة CNN، نفى باسم نعيم، عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، أن تكون الحركة قد رفضت خطة ويتكوف، بل أكد أنها "قدّمت اقتراحًا محدثًا" يتضمن تفاهمات سابقة مع الجانب الأميركي.

وأشار نعيم إلى أن واشنطن كانت قد وافقت على نسخة سابقة من الاتفاق، قبل أن تعدّلها إسرائيل من جانب واحد، متسائلًا: "لماذا يُعتبر الرد الإسرائيلي هو الوحيد القابل للتفاوض؟ هذا انحياز كامل للطرف الآخر".

في المقابل، كرّر مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي الموقف الرافض لرد حماس، معتبرًا أن الحركة "أعادت طرح شروطها الخاصة" و"رفضت فعليًا" مقترح ويتكوف. وأضاف في بيان: "ستواصل إسرائيل جهودها لعودة الرهائن وهزيمة حماس".

وفقًا لمسودة الاتفاق، التي اطلعت عليها CNN، فإن الخطة تنص على:

إطلاق سراح 10 رهائن أحياء و18 جثة من قبل حماس

إفراج إسرائيل عن 125 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالمؤبد، و1111 معتقلًا من غزة

بدء المفاوضات على وقف دائم لإطلاق النار منذ اليوم الأول من الهدنة

استمرار الهدنة لمدة 60 يومًا مع إدخال المساعدات "فورًا" عبر قنوات تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر

لكنّ الخطة لم تتضمن أي ضمانات لإنهاء الحرب، واكتفت بإشارة إلى التزام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بـ"العمل من أجل استمرار المفاوضات بحسن نية".

في موازاة الجمود السياسي، تتدهور الأوضاع الإنسانية في القطاع. وأشار برنامج الأغذية العالمي إلى أن 77 شاحنة مساعدات تم نهبها السبت من قبل مدنيين يائسين، في وقت تتواصل فيه أزمة الجوع الخانقة بعد حصار استمر 80 يومًا.

وقال البرنامج عبر "إكس" إن "الناس لم يعودوا قادرين على مشاهدة الطعام يمر من أمامهم. المجتمعات تتضور جوعًا".