أكدت مصادر مطّلعة لقناتي "العربية" و"الحدث"، اليوم الأحد، أن حركة حماس فقدت السيطرة الأمنية على قطاع غزة، في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الميداني والمعيشي في القطاع المحاصر.
وأشارت المصادر إلى أن حالات فوضى وانتشار عصابات بدأت تتوسع، وسط تسجيل عمليات نهب لمنازل السكان واستيلاء على شاحنات المساعدات الإنسانية. ولفتت إلى أن محاولات حماس لاحتواء الوضع عبر الاستعانة بمخاتير العائلات لم تفلح، في ظل اتساع رقعة الجوع وتدهور الوضع الإنساني.
وأضافت أن الجماعات المتشددة بدأت بإعادة تنظيم صفوفها وتجنيد عناصر جديدة، مستفيدة من غياب القبضة الأمنية للحركة، ومن الشلل الذي أصاب مؤسساتها الرسمية.
وبحسب المصادر، فإن جزءاً كبيراً من الكوادر القيادية والإدارية في حماس قد تم اغتياله خلال العمليات الإسرائيلية الأخيرة، ما أدى إلى انهيار المنظومة الحكومية وشلل في عمل الوزارات، البلديات، والمؤسسات المدنية.
كما تواجه حماس أزمة مالية خانقة نتيجة توقف واردات الضرائب والمداخيل الحكومية، ما اضطر عدداً كبيراً من موظفيها إلى العمل في مهن أخرى أو الاعتماد على المساعدات الإنسانية للبقاء.
وفي موازاة الانهيار الأمني، بدأت "مؤسسة غزة الإنسانية" منذ مطلع الأسبوع الحالي بتوزيع المساعدات في أحد المراكز غرب مدينة رفح، في أول تحرك إغاثي منذ أكثر من ثلاثة أشهر من الحصار. إلا أن التوزيع، الذي وُعد بتوسيعه شمالاً، شهد فوضى وتدافعاً، ورافقته حالات سرقة واستيلاء على مستودعات وشاحنات الغذاء.
ومنذ استئناف الحرب في آذار الماضي، فرضت إسرائيل حصاراً مشدداً على القطاع، مانعةً دخول المساعدات الطبية والغذائية، في محاولة للضغط على حماس في المفاوضات، وفق ما كرّر مسؤولون إسرائيليون في أكثر من مناسبة.