أكد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، في زيارة رسمية إلى بغداد، أنّ "اللبنانيين لن ينسوا دعم العراق في مختلف المراحل الصعبة، وخصوصاً خلال الحرب الأخيرة التي عاشها لبنان"، مشيداً بالعلاقات الثنائية العميقة والمشاريع المشتركة بين البلدين، لا سيما في مواجهة التحديات الأمنية.
المواقف جاءت خلال قمة لبنانية - عراقية عقدت في القصر الرئاسي العراقي (قصر بغداد) بين الرئيسين عون ونظيره العراقي عبد اللطيف رشيد، حيث شدد الجانبان على أهمية تطوير التعاون الثنائي وتعزيز التنسيق في ملفات الأمن والاقتصاد والطاقة.
وقال الرئيس عون: "العراق هو بلدنا الثاني".
وأضاف، "أتيت إلى بغداد لشكر العراق والعراقيين على وقوفهم إلى جانبنا، ولا سيما من خلال إرساليات النفط التي ساهمت في التخفيف من أزمة الكهرباء والطاقة، واحتضان اللبنانيين خلال الحرب الأخيرة".
وأكد الرئيس عون أنّ التعاون الأمني بين البلدين "وثيق ودائم"، ويشمل تنسيقاً مباشراً بين الأجهزة الأمنية اللبنانية، ولا سيما المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، ونظرائهم العراقيين، في ما يخص مكافحة الجماعات المسلحة.
من جهته، عبّر الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد عن ارتياحه لما وصفه بـ"التحسن اللافت في الأوضاع اللبنانية"، مشيراً إلى أنّ هذا الشعور يشمل "كل العراقيين"، مؤكداً استعداد بغداد للتعاون في جميع المجالات والوقوف إلى جانب لبنان في مسيرته الإصلاحية.
وشدد على أهمية تعزيز التنسيق الثنائي، قائلاً: "نحن نتوق لعودة أيام العز إلى لبنان، والعراقيون لم يغبوا يوماً عن الساحة اللبنانية، حتى في أحلك الظروف".
وتطرّق الرئيسان إلى التطورات الإقليمية، فاعتبر الرئيس عون أنّ "ما يجري في غزة هو أمر غير مقبول"، مطالباً المجتمع الدولي بـ"التحرّك الفوري للتصدي للحالات غير الإنسانية التي تسود القطاع"، واصفاً ذلك بأنه "مسؤولية تقع على عاتق الأسرة الدولية بأكملها".
أما في ما يتعلق بسوريا، فقد أكد عون على أن التنسيق الأمني بين بيروت ودمشق "قائم ومستمر لضبط الحدود، وتفادي أي إشكالات جديدة كتلك التي حصلت في الفترة الأخيرة".
ولم تغب الملفات اللبنانية عن طاولة البحث، إذ لفت الرئيس عون إلى الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان، واستمرار إسرائيل باحتلال خمس نقاط داخل الأراضي اللبنانية، مع رفضها تسليم الأسرى، معتبراً أنّ هذه الوقائع تقوّض جهود السلام، وتعرقل تنفيذ القرار 1701 الذي يلتزم به لبنان.
وتحدث عن الإصلاحات الجارية في البلاد، وخصوصاً في المجالات الاقتصادية والمالية، مشدداً على أن الحكومة مصمّمة على تحسين الأوضاع العامة ومعالجة الأزمات البنيوية.
وكان الرئيس عون قد استُقبل بحفاوة رسمية في قصر بغداد، حيث أقيمت مراسم استقبال بحضور حرس الشرف، وتبادل الرئيسان التحية مع أعضاء الوفدين الرسميين.
عقب اللقاء الثنائي، عُقد اجتماع موسّع، حضره عن الجانب العراقي كل من: رئيس هيئة المستشارين والخبراء علي الشكري، ومدير مكتب الرئيس العراقي الفريق كهدار محمد سعيد، وعدد من المستشارين.
أما عن الجانب اللبناني، فشارك: السفير اللبناني لدى العراق علي حبحاب، واللواء حسن شقير، والمستشارون: العميد أندريه رحال، جان عزيز، نجاة شرف الدين، ومدير الإعلام في رئاسة الجمهورية رفيق شلالا.
وفي ختام اللقاء، وجّه الرئيس عون دعوة رسمية إلى نظيره العراقي لزيارة لبنان، قبل أن يتوجّه إلى مقر رئاسة الحكومة العراقية للقاء رئيس الوزراء محمد شياع السوداني.