في أول زيارة رسمية بعد سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، استقبل عدد من الحاضرين والمتجمعين حول المسجد الأموي في دمشق، وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، بهتافات مؤثرة تعبر عن الامتنان والدعم، منها "الله حي السعودية"، و"شكرا للسعودية"، و"شكرا للأمير محمد"، و"كفيتوا ووفيتوا"، وسط تصفيق حار.
وفي مؤتمر صحافي عقده الأمير فيصل إلى جانب نظيره السوري أسعد الشيباني، بعد لقائه الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع، أكد أن الزيارة تستهدف تعزيز التعاون الثنائي بين السعودية وسوريا في مختلف المجالات، بما يعكس الروابط الأخوية والتاريخية بين البلدين والشعبين.
وأشار الأمير فيصل إلى أن المملكة تثمن رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، وكذلك الإعلان المماثل من المملكة المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي، واعتبر هذه الخطوات نقطة تحوّل لتعزيز ثقة الشعب السوري في مستقبله، ودوران عجلة الاقتصاد الذي توقف لعقود، ما سينعكس سريعاً على التنمية والاستقرار والازدهار.
ولفت إلى أن السعودية ستقدم دعماً مالياً مشتركاً مع قطر للعاملين في القطاع العام في سوريا، إضافة إلى تعزيز أوجه التعاون الاقتصادي والاستثماري بين البلدين. وأكد أن وفداً اقتصادياً رفيع المستوى يرافقه لإجراء مباحثات في مجالات الطاقة والزراعة والتجارة والبنية التحتية وتقنيات الاتصال والمعلومات، وسيتم إرسال وفود اقتصادية أخرى تضم عدداً كبيراً من رجال الأعمال السعوديين خلال الأيام القادمة.
وأضاف الأمير فيصل أن جهود المملكة بالتنسيق مع الأشقاء في سوريا لرفع العقوبات تجسد وقوف الأخ مع أخيه، وأن فرحة الشعب السوري برفع العقوبات تُقابل بفرحة مماثلة في السعودية التي تتمنى الخير لسوريا وشعبها، مؤكداً حرص المملكة على وحدة سوريا واستقرارها وعودتها إلى دورها الفاعل في الإقليم.
وختم تصريحه بالقول: "سوريا تمتلك الكثير من الفرص والقدرات، وهي قادرة على النهوض بنفسها وبسواعد أبنائها، والشعب السوري أثبت قدرته على الإبداع والنجاح في مختلف المجالات، واليوم أمامه فرصة تاريخية للنهوض بوطنه، ونحن معهم يداً بيد، بتوجيهات من سمو ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، لتقديم كل أوجه الدعم والإسناد للشعب السوري، ونعمل بشكل وثيق ومستمر مع الحكومة السورية لتحقيق تطلعات الشعب وتعزيز وحدته الوطنية بما يجسد العلاقات الأخوية والتاريخية بين البلدين".
الـــمــــزيــــــــــد
