بحضور النائب حسن فضل الله وعلماء دين وشخصيات محلية، أحيا حزب الله احتفالًا تكريميًا للشهيد السعيد على طريق القدس المجاهد نبيل محمد بلاغي "هلال" وذكرى أسبوع على وفاة المعلمة ريم الغدير نصوح كوراني، في مدرسة بلدة ياطر.
في كلمته خلال الاحتفال، أكد النائب حسن فضل الله أن لبنان خرج من حرب مصيرية قاسية تهدد وجوده كبيئة وبقعة جغرافية، حيث دفع الشعب ثمنًا غاليًا من الألم والتضحيات، لكنه منع العدو من تحقيق أهدافه، وخاصة الاحتلال جنوب الليطاني وإقامة منطقة عازلة وتهجير أهل الجنوب.
وأوضح أن المقاومة لم تكن تريد الحرب، لذا تم التفاوض على وقف إطلاق النار بموافقة الدولة اللبنانية وتعهدات من الولايات المتحدة وفرنسا لوقف الاعتداءات الإسرائيلية، مشددًا على أن العدو أخل بكل التزاماته، والدولة اللبنانية استلمت جنوب الليطاني لكنها لم تقم بواجباتها كاملة.
وطالب فضل الله الحكومة بتحمل المسؤولية الكاملة في مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، مؤكدًا أن السؤال المتكرر بين المواطنين هو: "أين الدولة؟ ومن هي الدولة التي تحمي الشعب؟" رغم ذلك، لا يعفيهم ذلك من مسؤولياتهم تجاه حماية الوطن.
وشدد على أن استمرار الاعتداءات والتمادي الإسرائيلي وعمليات القتل والخروق يتطلب من الحكومة التزام كامل تجاه وقف إطلاق النار، مؤكداً أن الخطأ الكبير الذي ترتكبه السلطات اليوم يشبه الخطأ الذي حدث عندما تخليت الدولة عن الجنوب في الفترات السابقة مما دفع الشعب للجوء إلى المقاومة.
كما أشار فضل الله إلى وجود جهات داخلية تحاول فرض أجندات على البلاد من خلال إثارة موضوع المقاومة وسلاحها، لكنه أكد أن حزب الله لا يقبل بأي نقاش قبل تحقيق أربعة أولويات وطنية واضحة: انسحاب العدو الإسرائيلي، وقف الاعتداءات، استعادة الأسرى، وإعادة الإعمار.
ولفت إلى أن حزب الله لن يتنازل عن هذه الأولويات، وأن كل الضغوطات الخارجية والداخلية لن تؤثر على قرارات المقاومة، وأنه على الحكومة تنفيذ التزاماتها في وقف إطلاق النار قبل الشروع في أي نقاشات أخرى حول الاستراتيجية الوطنية للدفاع.
وأكد فضل الله أن الأولويات للمواطنين في الجنوب ترتكز على الأمن والحماية من الاعتداءات الإسرائيلية وإعادة الإعمار، إضافة إلى القضايا المعيشية والحياتية التي تشغل اللبنانيين في كل المناطق، مشيرًا إلى أن الحكومة لم تقدم حتى الآن ما ينتظره المواطنون من إنجازات فعلية في الكهرباء والإصلاحات المالية والإدارية.
وتابع أن الدعم الدولي والعربي كان فرصة كبيرة للحكومة، لكنها أضاعتها بسبب انصياعها لرغبات خارجية وتجاهلها الأولويات الوطنية، معتبراً أن أمامها أقل من تسعة أشهر لإنجاز المطلوب قبل الانتخابات النيابية المقبلة.
ولفت فضل الله إلى أن حزب الله يواصل العمل وفق إمكاناته لمساعدة المتضررين، لكنه أكد أن المسؤولية الأساسية تقع على عاتق الدولة لتعويض المواطنين، مبيناً أن الحزب يتابع ملف إعادة الإعمار عن كثب، ويعالج ملفات نحو 400 ألف أسرة بين ترميم وإيواء، رغم الحصار المالي المفروض عليه بهدف منع وصول المساعدات إلى المتضررين.
هذا وشارك في الاحتفال إلى جانب النائب حسن فضل الله، عدد من علماء الدين، عائلة الشهيد بلاغي، شخصيات وفعاليات من ياطر والقرى المجاورة.
الـــمــــزيــــــــــد
