في ظل ترقّب انطلاق الجولة السادسة من المحادثات غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني، كشف عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، عن أن المرشد علي خامنئي شكّل فريقاً منسجماً يشرف على هذه المفاوضات، ويضبط السياسات العامة التي تُسلّم إلى الفريق التفاوضي.
وقال كوثري، في حديث لموقع "جماران"، أنّ وفد التفاوض، الذي يقوده وزير الخارجية عباس عراقجي، يخضع قبل كل جولة لاجتماع مع لجنة الأمن القومي وفريق خامنئي لتجميع الملاحظات ووضع إطار واضح للمباحثات. كما أشار إلى أن الوفد يقدّم بعد عودته تقريراً مفصلاً، ما يمنح صانعي القرار "رؤية دقيقة".
وعبّر عن مخاوفه من ما وصفه بـ"الأطماع الأميركية" التي بدأت تتكشّف خلال الجولات السابقة، قائلاً: "رغم أن الطرف الآخر أبدى رغبة في التفاوض، إلا أن مؤشرات على أطماعهم بدأت بالظهور تدريجياً، منها مطالبتهم بأن يصل البرنامج النووي الإيراني إلى الصفر، ومنع أي تخصيب لليورانيوم".
وتابع متسائلًا: "إذا كان علينا ألا نخصّب، فلماذا تخصّبون أنتم؟".
كما انتقد توسيع واشنطن لعقوباتها خلال مسار التفاوض، معتبراً أن على الجانبين التعامل بعدالة.
وأوضح كوثري، "نحن نعطي ضمانات بألا نتجه نحو السلاح النووي، والوكالة الدولية للطاقة الذرية يمكنها الإشراف بشكل دائم على منشآتنا. في المقابل، نطالب برفع العقوبات".
تأتي هذه التصريحات بعد إعلان الخارجية الإيرانية تلقيها مقترحاً مكتوباً من واشنطن بخصوص البرنامج النووي، مشيرة إلى أنها سترد عليه بما يتماشى مع "المصالح الوطنية".
وفي السياق، كشفت مصادر مطلعة أن المقترح الأميركي تضمّن فكرة إنشاء اتحاد إقليمي خارج الأراضي الإيرانية لتخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، في محاولة لتجاوز العقدة الأساسية في المفاوضات، وهي مسألة السماح لطهران بالتخصيب على أراضيها.
وكان الجانبان الإيراني والأميركي قد أجريا 5 جولات من المحادثات غير المباشرة منذ 12 نيسان الماضي، بوساطة سلطنة عمان. ورغم وصف الأجواء بـ"الإيجابية"، لا تزال قضية التخصيب الداخلي تشكّل العقبة الأبرز في مسار التفاهم.