ويرى حمادة، أن "موضوع تعيين أو إعفاء الموفد الأميركي إلى لبنان يثير دائمًا ضجة كبيرة، خصوصًا أن الولايات المتحدة هي القوة العالمية الوحيدة الضامنة للنظام الأمني والسياسي في المنطقة"، مشيرًا إلى أن "هذا الخبر أهم من انتخاب رئيس جمهورية أو تشكيل حكومة في لبنان، لأنه يحمل تأثيرًا مباشرًا على مستقبل البلاد".
ويؤكد حمادة أن "حتى الآن، لا يوجد أي بيان رسمي صادر عن الإدارة الأميركية بخصوص إعفاء مورغان أورتاغوس"، موضحًا أن "المعلومات تسربت أولًا عبر الناشطة اليمنية المقربة من الرئيس الاميركي دونالد ترامب، لورا لومر، عبر حسابها على منصة أكس وليست من القناة 14 الإسرائيلية كما تم الترويج لذلك في بعض وسائل الإعلام".
ويلفت إلى أن "لورا لومر تتمتع بإطلاع واسع داخل الإدارة الأميركية، وبالتالي فإن تسريبها لهذه المعلومة يشير إلى أن الموضوع جدي وحقيقي"، مضيفًا أن "الأمر لا يتعلق بتغيير جوهري في السياسة الأميركية تجاه لبنان، إذ من المتوقع أن يأتي موفد جديد أو موفدة جديدة يحمل جدول أعمال مشابهًا لما كان لدى أورتاغوس، لا سيما في ملفات السلاح، والمساءلة المالية لحزب الله وأعوانه في البنية السياسية والاجتماعية اللبنانية".
ويشدد على أن "مورغان أورتاغوس لم تكن صانعة السياسة الأميركية في لبنان، بل كانت مجرد واجهة لها، وأن الموفد الجديد سيحمل أسلوبه الخاص وطريقته في التواصل مع المسؤولين اللبنانيين وعلى الصعد الإعلامية والدبلوماسية".
ويذكّر حمادة بأن "الوجه المحبب لأغلب المسؤولين اللبنانيين، لا سيما الثنائي الشيعي، كان آموس هوكشتاين، الذي شهد عهده توقيع اتفاق كاريش الذي يعد نوعًا من التطبيع الاقتصادي، كما تزامن مع حرب إسرائيل على حزب الله وتصفيتها لقياداته".
ويوضح أن "العلاقات الأميركية – الإسرائيلية والسياسات المتبعة لا تتعلق بالأشخاص بحد ذاتهم، بل بقرار الإدارة الأميركية والدولة العميقة فيما يتعلق بالشرق الأوسط"، قائلًا: "المهم بالنسبة للولايات المتحدة هو تصفية الهيكلية العسكرية والأمنية والمالية لحزب الله كتنظيم مسلح، أما الحزب كتنظيم سياسي واجتماعي فلا يهم الإدارة الأميركية".
ويختم حمادة حديثه بالإشارة إلى أن "حزب الله يمتد نشاطه خارج لبنان إلى دول عربية وأخرى في أميركا اللاتينية وأوروبا، حيث تواصل الولايات المتحدة ملاحقة شبكات التمويل والعمل الموجهة من قبل الحزب، ما يؤكد أن السياسة الأميركية مستمرة على نفس النهج رغم تبدل الوجوه".