شدّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على التزام مصر بدعم منظومة نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، انطلاقًا من دورها التاريخي في تعزيز السلم والأمن الدوليين وتعظيم الاستفادة من الاستخدامات السلمية للطاقة الذرية.
وخلال استقباله مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافاييل غروسي، في القاهرة، أكد السيسي أن مصر لطالما كانت من أوائل الدول الداعمة لجهود نزع السلاح، مجددًا التأكيد على ضرورة إقا مة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، وعلى أهمية دور الوكالة في دعم الجهود الرامية إلى تعزيز عالمية معاهدة عدم الانتشار.
من جهته، نوّه غروسي بالدور المصري النشط والتاريخي في هذا الملف، معربًا عن تقديره لدور القاهرة الواضح في دفع المفاوضات المتعلقة بالملف النووي الإيراني.
وفي مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أعلن غروسي انطلاق مرحلة جديدة في مصر بمجال الطاقة النووية من خلال مشروع محطة الضبعة، مؤكدًا التزام الوكالة بمواصلة التفتيشات الدورية، ولا سيما في إيران، لضمان سلمية البرامج النووية.
بدوره، قال عبد العاطي إن مشروع الضبعة يُعد ركيزة استراتيجية لتنويع مصادر الطاقة، مجددًا دعم مصر لمساعي التسوية السلمية للملف النووي الإيراني، ورفضها أي تصعيد عسكري من شأنه تهديد استقرار المنطقة.
وأعلنت هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء في مصر، في نيسان 2025، عن إنجاز المرحلة الأولى من صبّ الخرسانة للمستوى الثاني من مبنى الاحتواء الداخلي للمفاعل في الوحدة الثانية من محطة الضبعة، بتنفيذ من شركة "أتومستروي إكسبورت" الروسي
وكان السفير الروسي لدى القاهرة، جورجي بوريسينكو، قد أكد في وقت سابق أن روسيا تتوقع تشغيل محطة الضبعة بالكامل بحلول شباط 2030، مشيرًا إلى التزام موسكو الكامل بإتمام المشروع في مواعيده المحددة.
ويُذكر أن محطة الضبعة النووية، التي تقع في مدينة الضبعة بمحافظة مطروح، تضم أربعة مفاعلات من الجيل الثالث+، كل منها بقدرة 1200 ميغاوات، بطاقة إنتاجية إجمالية تصل إلى 4800 ميغاوات. وقد بدأت شراكة مصر وروسيا في هذا المشروع بموجب اتفاقية تعاون وُقعت في تشرين الثاني 2015، دخلت حيز التنفيذ في كانون الأول 2017 خلال زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى القاهرة.