اقليمي ودولي

عربي21
الثلاثاء 03 حزيران 2025 - 09:49 عربي21
عربي21

تغييرات داخل البيت الأبيض تُقلق الحكومة الإسرائيلية

تغييرات داخل البيت الأبيض تُقلق الحكومة الإسرائيلية

كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية عن قلقٍ إسرائيلي من تغييرات في الإدارة الأميركية، حيث تغيّرت خلال الأيام الأخيرة مواقف عدد من المسؤولين الذين يُعتبرون من الداعمين البارزين لـ"إسرائيل"، وذلك بشكل غير متوقّع في البيت الأبيض ومجلس الأمن القومي.


وبحسب الصحيفة، فإن هذه التغييرات جاءت نتيجة خلافات في الرأي بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن هجوم محتمل على إيران، وأيضًا بشأن استمرار الحرب في قطاع غزة.


ومن بين المسؤولين الذين جرى إعفاؤهم، ميراف سيرين، وهي مواطنة أميركية - إسرائيلية عُيّنت مؤخرًا رئيسةً لمكتب إيران و"إسرائيل" في مجلس الأمن القومي، وإريك تريجر، رئيس مكتب الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وكان الاثنان قد عُيّنا من قِبل مستشار الأمن القومي السابق مايك والز، المعروف بمواقفه الداعمة لـ"إسرائيل"، والذي أُقيل أيضًا مؤخرًا من قِبل الرئيس ترامب. وجرى تعيين وزير الخارجية ماركو روبيو بديلاً عن سيرين وتريجر.


إلى ذلك، من المتوقع أن تترك مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث ستيف ويتكوف والمسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأميركية، منصبها قريبًا، بحسب ما نقلته الصحيفة، مؤكدةً أن القرار ليس بمبادرة منها.


وتُعرف أورتاغوس، التي اعتنقت الديانة اليهودية وترتدي قلادة نجمة داود، بأنها من أبرز المؤيدين لـ"إسرائيل" في الإدارة الأميركية، ولعبت دورًا مهمًا في التفاوض على وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" ولبنان، وأيضًا في الضغط على الحكومة اللبنانية لاتخاذ موقف صارم من حزب الله والمطالبة بنزع سلاح بعض مخيمات اللاجئين الفلسطينيين.


وأثار هذا التوجه قلقًا في "إسرائيل"، بحسب الصحيفة، إذ تُعتبر أورتاغوس مقربة جدًا من تل أبيب.


صحيفة "الأخبار" اللبنانية تناولت بدورها انتهاء دور أورتاغوس كمبعوثة أميركية إلى لبنان، ونقلت عن مصادر لبنانية على اطلاع بعمل السفارة الأميركية في بيروت أن أورتاغوس كانت قد طلبت منذ مدة الترقية إلى منصب أعلى في المنطقة، وأملت في تولّي ملف سوريا بدلًا من توماس باراك، لكنها لا تزال تنتظر ردًا رسميًا.


وأشارت الصحيفة اللبنانية إلى أن أورتاغوس "أنهت مهمتها في ملء الفراغ" خلال المرحلة الانتقالية، ومن المتوقع أن يُسلَّم الملف إلى مسؤولين كبار يتم تعيينهم قريبًا.


وبحسب التقرير، فإن من بين الأسماء المطروحة لخلافة أورتاغوس في بيروت، جويل رايبورن، أو أن يُنقل الملف إلى توماس باراك ضمن مهمته في سوريا. كما طُرح اسم رجل الأعمال اللبناني المولد مسعد بولس، والد مايكل بولس زوج تيفاني ترامب، كخيار محتمل.


وفي سياق متصل، أكدت مصادر أميركية لقناة MTV اللبنانية إقالة أورتاغوس من منصبها. وأوضحت هذه المصادر أن الأسباب تتعلّق بمسائل مهنية داخلية في وزارة الخارجية، ولا صلة لها بالملف اللبناني، مشيرةً إلى أن علاقات أورتاغوس مع زملائها هي السبب الأساس في القرار.


وأضافت أن زيارتها إلى بيروت أُلغيت، كما من المتوقع تعيين جويل رايبورن مساعدًا لوزير الخارجية لشؤون الشرق الأوسط، ليتولى بدوره ملف لبنان.


ووفق المصادر نفسها، فإن أورتاغوس لن تُكلّف بأي مهام خارجية لاحقًا، سواء في الشرق الأوسط أو غيره، بل ستُحصر مهامها ضمن الوزارة في واشنطن، دون أي تواصل مع المبعوث ويتكوف.


وتنقل "يديعوت أحرونوت" عن مصادر إسرائيلية مطلعة على العلاقات مع واشنطن أن نقل المسؤولين الثلاثة لا يعني بالضرورة أنهم أُقيلوا بسبب مواقفهم المؤيدة لـ"إسرائيل"، بل يأتي ضمن أجندة الرئيس ترامب المعروفة بـ"أميركا أولاً"، والتي تهدف إلى تقليص نفوذ أي جهة خارجية في صنع القرار.


وتوضح المصادر أن الرئيس ترامب يسعى إلى تركيز إدارة السياسة الخارجية بيده، ولهذا لم يُعيَّن بديل لمايك والز، بل أُسندت المهمة مباشرة إلى ماركو روبيو.


وتساءلت الصحيفة: لماذا قام ماركو روبيو، المعروف بدعمه لـ"إسرائيل"، بهذه الخطوة؟ وأجابت أن روبيو لم يُغيّر موقفه الداعم لتل أبيب، لكنه براغماتي، ويبدو أنه يتّبع رؤية أكثر تحفظًا في هذا الشأن، خلافًا لنهج مايك والز.


وأضافت الصحيفة أن من يقود هذا التحوّل في التوجه داخل الإدارة هما دونالد ترامب جونيور ونائب الرئيس جيه دي فانس.


وتوقعت المصادر نفسها احتمال إقالة مزيد من المسؤولين "الموالين لإسرائيل" في المستقبل، مؤكدة أن وتيرة الأحداث في إدارة ترامب تجعل كل السيناريوهات ممكنة.


وتطرّقت الصحيفة أيضًا إلى علاقة نتنياهو بالرئيس ترامب، مشيرةً إلى أن التباين الأخير بين الجانبين قد يكون أعمق مما هو مُعلن. ونقلت عن مسؤولين حكوميين إسرائيليين أن نتنياهو لم يُخفِ خيبة أمله من مستشاره رون ديرمر، الذي لم يُحسن تقدير التغيّر الأميركي.


ونقلت الصحيفة عن هؤلاء قولهم: "كان ديرمر يعتقد أن التنسيق مع واشنطن سيبقى على حاله، لكنه أخطأ في قراءة الموقف، وهناك اليوم خلل واضح في العلاقة بين نتنياهو وترامب".


في المقابل، نفى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي هذه الأنباء واصفًا إيّاها بـ"الأخبار الكاذبة"، إلا أن مصادر مطلعة أكدت وجود توتر بين الطرفين.


وأشارت الصحيفة إلى أن نتنياهو قلق من تصاعد تأثير تيار "الصحوة البيضاء" داخل الإدارة الأميركية، بقيادة شخصيات مثل المذيع تاكر كارلسون، والذين يتهمهم مسؤولون إسرائيليون بـ"زرع الشكوك حول نوايا إسرائيل، وإقناع ترامب بأنها تحاول جرّ واشنطن إلى حرب جديدة".

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة