"ليبانون ديبايت"
توقفت أوساط متابعة لزيارة وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى لبنان عند اللقاء الذي جمع الأخير مع وزير خارجية لبنان يوسف رجي في وزارة الخارجية، حيث اعتبرت أنه لم يكن ودياً كما هو متوقع.
ولم يُخفِ رجل الدبلوماسية اللبنانية عن ضيفه موقفه من الدور الإيراني في لبنان، وعبّر عن ذلك بمصطلحات مبطّنة أمامه عبر الحديث عن علاقات جديدة بشكل سليم واحترام متبادل، ولمّح له من الباب الأمني إلى ضرورة احترام خصوصية لبنان في محيطه ليتمكن من مواجهة التحديات، وأبرزها حصر السلاح بيد الدولة.
هذا الواقع أيضاً ترجمه بيان الخارجية الذي ذكر أن اللقاء سادَه نقاش صريح، وهو تعبير لا تستخدمه الخارجية في الحديث عن لقاءات مماثلة، غامزاً في موضوع الدعم بأنه يجب أن يكون حصراً عبر الحكومة والمؤسسات الرسمية لكي تتمكن من القيام بدورها في إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي المنشود، لكن رد وزير الخارجية الإيراني، وفق الأوساط، جاء مقتضباً وقريباً مما أعلنه من مطار بيروت بأن الزيارة هي في إطار فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، لا سيما مع الظروف المستجدة في المنطقة.
اللقاء لم ينعكس سلباً على لقاء الوزير عراقجي مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، حيث وصفت مصادر مطلعة أن اللقاء كان جيداً من مختلف النواحي وشدد على العلاقات الثنائية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية، كما طال النقاش موضوع إعادة الإعمار واستعداد إيران للمساهمة به، ولكن تحت سقف الدولة اللبنانية. وكرّر الوزير عراقجي ما قاله في المطار ووزارة الخارجية عن فتح صفحة جديدة من العلاقات بين البلدين، في إشارة واضحة، كما ترى المصادر، إلى أن الوزير حريص على عدم إثارة سجال بين الأطراف اللبنانية.