يؤكد العميد المتقاعد والخبير العسكري منير شحادة، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، أن ضغوط رئيس الجمهورية الدبلوماسية على الادراة الأميركية والفرنسيين بدأت تؤتي ثمارها ميدانيًا عبر تعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني.
ويكشف أن التنسيق بين اللجنة الخماسية وقوات "اليونيفيل" أدى إلى تحرك ملموس على الأرض، وتم الضغط على اسرائيل لفتح المجال أمام الجيش اللبناني لدخول مناطق لم يكن قد دخلها سابقًا، منها المناطق التي دخل اليها بالأمس وازال اعلام إسرائيلية .
ويتوقع شحادة أن تتواصل هذه المساعي لتشمل أغلب المناطق التي لم ينتشر فيها الجيش اللبناني بعد، رغم التحديات.
أما في ما يخصّ النقاط الخمس التي لا تزال تحتلها إسرائيل، فرأى شحادة أن المسألة أكثر تعقيدًا. وقال: "لا أعتقد أن هذه النقاط ستُسلّم بسهولة، إذ إنها ترتبط بتغيير قواعد اللعبة بالنسبة الى الاسرائيلي على كامل الحدود، من البحر المتوسط مرورًا بالناقورة وصولًا إلى مزارع شبعا ومرتفعات الجولان وحتى درعا"، حيث تقدم الجيش الاسرائيلي بعد تراجع سيطرة النظام السوري في بعض المناطق، تقدّم واحتل نقاطًا جديدة، منها جبل الشيخ.
كما يشير إلى تقارير تتحدث عن موافقة الحكومة الإسرائيلية على بناء مئات المستوطنات في جبل الشيخ والجولان ودرعا، كتغيير لأمر واقع وتحرك اسررائيلي نحو الشمال ان على الحدود اللبنانية او السورية.
وفي هذا السياق، يعتبر شحادة أن انسحاب إسرائيل من النقاط الخمس جنوب لبنان لن يتم من دون ضغوط أميركية مباشرة وقوية على اسرائيل بما يجبرها على سحب جيشها من النقاط الخمس.
وبرأيه وفق المفهوم الاسرائيلي فان الأمر لم يعد يتعلق بلبنان بل على طول الحدود من البحر المتوسط الى حدود الاردن.
ويشير الى ما تم اقراره في مجلس الوزراء الاسرائيلي امس بتشييد مستوطنات في المناطق التي احتلتها مؤخرًا، في الجولان وجبل الشيخ، لكن ذلك لا يعني بتشييد مستعمرات الجنوب اللبناني، لكنه يؤشر إلى نية إسرائيلية لتكريس السيطرة على المناطق التي تحتلها، ما يجعل أي انسحاب مستقبلي يتطلب جهداً دبلوماسيًا كبيرًا، لا سيما من الجانب الأميركي.