"ليبانون ديبايت"
في خطوة لافتة تحمل بُعدًا وطنيًا ورمزيًا، تم تعيين الوزير السابق علي حمية مستشارًا لرئيس الجمهورية لشؤون إعادة الإعمار، في إطار جهود الدولة لإعادة تنظيم هذا الملف الحساس والمعقّد، بعد ما شهده لبنان من دمار على أثر الاعتداءات الإسرائيلية.
حمية، الذي تولّى سابقًا وزارة الأشغال العامة والنقل، عُرف خلال تولّيه المسؤولية بنهجٍ انفتاحي وتعاوني مع مختلف القوى السياسية، دون تمييز بين منطقة وأخرى أو انتماء سياسي وآخر، وهو ما أكسبه ثقة غالبية الأطراف في الداخل، لا سيّما أنه تعامل مع الملفات من منطلق إداري ومهني، بعيدًا عن الاصطفافات.
وفي سياق تعيينه، برزت مفارقة لافتة أعادت تسليط الضوء على خلفية حمية الشخصية، إذ تبيّن أنه نجل الشهيد عقيد زكي حمية، أحد رتباء الجيش اللبناني، الذي استُشهد بتاريخ 10 تشرين الثاني 1979 بعد تعرّضه لكمين مسلح أثناء أداء مهامه في منطقة كورنيش المزرعة – بيروت، وكان يشغل آنذاك منصبًا في الجهاز الفني التابع للمؤسسة العسكرية.
وبحسب أرشيف الجيش، فإن الشهيد زكي حمية أُصيب إصابة بالغة في رأسه بعد إطلاق نار كثيف على سيارته من قبل عناصر مسلّحة، ما أدى إلى استشهاده بعد نقله إلى المستشفى. وكان ابنه علي، حينها، لا يزال في عمر السنتين.
ويأتي هذا التعيين اليوم بعد مرور أكثر من أربعة عقود على تلك الحادثة، ليحمل في طيّاته دلالة مزدوجة: الأولى على المستوى الشخصي كابن شهيد في الجيش اللبناني يصل إلى موقع رسمي مرتبط بإعادة بناء ما تهدّم، والثانية على المستوى الوطني كتكليف يُمنح لشخصية معروفة بكفاءتها وتاريخها النظيف في إدارة الملفات العامة.
ويُنتظر أن يلعب المستشار علي حمية دورًا محوريًا في رسم ملامح خطة إعادة الإعمار، من خلال التنسيق مع المؤسسات الدولية والدول المانحة، ومتابعة تنفيذ المشاريع وفق أولويات اقتصادية وتنموية، وسط تعويل رئاسي على قدرته في إدارة هذا الملف بتوازن وفعالية.
الـــمــــزيــــــــــد
