شنّ الملياردير إيلون ماسك، هجومًا لاذعًا على مشروع قانون الإنفاق الذي يضغط الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتمريره في مجلس الشيوخ، واصفًا إيّاه بأنه "عمل مقزّز"، في واحدة من أعنف انتقاداته العلنية لسياسات الإدارة التي كان على مقربة منها حتى وقت قريب.
وكتب ماسك، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا): "أنا آسف، لكنني لم أعد أتحمّل هذا. مشروع قانون الإنفاق الضخم والفظيع عمل مقزّز"، مضيفًا: "عار على من صوّت له. أنتم تعلمون أنكم أخطأتم، أنتم تعلمون ذلك".
وتابع في منشور لاحق: "الكونغرس يُفلس أميركا"، متوعدًا: "في تشرين الثاني من العام المقبل، سنطرد جميع السياسيين الذين خانوا الشعب الأميركي".
أعرب عدد من مسؤولي البيت الأبيض عن "تفاجئهم" من لهجة ماسك الحادّة، رغم معرفتهم بموقفه المعارض لمشروع القانون، خصوصًا في ظل محادثاته السابقة مع موظفين كبار في الإدارة ومشرعين جمهوريين.
وكان ماسك قد عبّر عن استيائه من الحزمة التشريعية خلال مقابلة سابقة عقب إقرارها في مجلس النواب، وقال إنها "ستزيد من عجز الميزانية بدلًا من تقليصه"، وتُقوّض الجهود التي تبذلها وزارة كفاءة الحكومة التي كان يترأسها بصفة موظف حكومي خاص قبل أن يغادر رسميًا الجمعة الماضي.
علّقت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، على انتقادات ماسك بالقول: "الرئيس ترامب يعرف موقف ماسك، وهذا لا يغيّر شيئًا... المشروع ضخم وجميل، وهو متمسّك به".
من جهته، قال رئيس مجلس النواب مايك جونسون إن ماسك "مخطئ تمامًا"، كاشفًا عن محادثة هاتفية ودّية جمعتهما الإثنين، عبّر خلالها عن تقديره لمزايا مشروع القانون، معربًا عن "خيبة أمله من موقف ماسك المفاجئ".
يُشار إلى أن شركة "تسلا" التي يملكها ماسك تستفيد من إعفاءات ضريبية تصل إلى ٧٥٠٠ دولار على بعض السيارات الكهربائية المصنّعة داخل الولايات المتحدة، وهي ميزة قد تُلغى إذا أُقرّ المشروع بصيغته الحالية.
بدوره، عبّر السيناتور الجمهوري راند بول عن تأييده الكامل لماسك، قائلًا: "بإمكاننا، بل ويجب علينا، أن نبذل جهدًا أفضل"، مؤكدًا أنه لا يستطيع دعم المشروع "إذا بقي بند زيادة سقف الدين".
وكان بول قد ناقش هذا الموقف مباشرة مع الرئيس ترامب خلال لقاء مطوّل هذا الأسبوع، محذّرًا من أن "الجمع بين رفع سقف الدين والإنفاق الضخم لا يُمثّل قرارًا محافظًا بأي شكل".
يسعى الجمهوريون في مجلس الشيوخ، بقيادة زعيم الأغلبية جون ثون، إلى تمرير مشروع القانون قبل الرابع من تموز المقبل، رغم المعارضة الداخلية المتزايدة.
واعتبر ثون انتقادات ماسك "مجرد اختلاف في الرأي"، مؤكّدًا العزم على "المضي قدمًا بأقصى سرعة".
الـــمــــزيــــــــــد
