أصدرت محكمة ألمانية في شتوتغارت حكما بالسجن مدى الحياة بحق قائد سابق لجماعة سورية تدعم نظام الرئيس السابق بشار الأسد، بعد إدانته بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية خلال النزاع السوري بين عامي 2012 و2014.
وقالت المحكمة إن المتهم، البالغ من العمر 33 عاما، كان زعيماً لفصيل نشط في مدينة بصرى الشام جنوب سوريا، ويدعمه حزب الله، حيث تعاون مع النظام المخلوع في تنفيذ هجمات عدة وترهيب المدنيين المحليين بهدف دفعهم إلى الفرار من مناطقهم.
وأشارت المحكمة إلى أن الجماعة كانت تقتحم منازل المدنيين ليلاً وتسحبهم من غرفهم، قبل تجميعهم في الساحات أو الشوارع، وفي إحدى الهجمات التي وقعت في آب 2012، قُتل طالب يبلغ 21 عاماً وأُحرقت منزله بعد نهبه.
كما أدين المتهم بتعذيب واعتقال مدنيين وتسليمهم لأجهزة المخابرات السورية التي مارست بحقهم تعذيباً قاسياً في مراكز احتجاز مروعة.
وجرت جلسات المحاكمة التي بدأت في 15 تشرين الأول 2024 بحضور نحو 30 شاهداً، معظمهم سوريون من مختلف أنحاء العالم، إضافة إلى ضحايا الجرائم. وقد مكن سقوط بشار الأسد في كانون الأول 2024، وتهجّره إلى روسيا، الشهود من تقديم أدلة جديدة تشمل صوراً ومقاطع فيديو لمراكز احتجاز ومنازل محترقة.
وتم اعتقال المتهم في جنوب ألمانيا في كانون الأول 2023، في أول محاكمة دولية تجري في ألمانيا بشأن انتهاكات نظام الأسد، بعد الحكم بالسجن مدى الحياة على الضابط السابق أنور رسلان في كانون الثاني 2022.
وتواصل السلطات الألمانية ملاحقة آخرين من المشتبه بارتكابهم جرائم في سوريا، في إطار مبدأ الاختصاص القضائي العالمي، خاصة بعد دخول آلاف اللاجئين السوريين إلى البلاد خلال أزمة الهجرة عامي 2015 و2016.
ويُذكر أن النزاع السوري، الذي اندلع عام 2011 بعد قمع النظام السابق احتجاجات، أسفر عن مقتل أكثر من نصف مليون شخص، وتشريد الملايين، وتدمير واسع للبنية التحتية والاقتصاد السوري.
الـــمــــزيــــــــــد
