أقدم الدركي المتقاعد أنطوان شحود على وضع حد لحياته صباح اليوم في بلدة القاع البقاعية، بعدما أطلق النار على نفسه بواسطة مسدس حربي.
وقد عُثر على جثته إلى جانب سلاحه، كما وُجدت مخطوطة بخط يده موضوعة بعناية تحت حجر، وكُتب فيها: "سامحوني ما بقى فيي اتحمل"، في مشهد يعكس حجم الألم النفسي الذي كان يعيشه.
وبحسب مصادر محلية، فإن شحود كان يعاني منذ فترة من ظروف معيشية ونفسية صعبة، وقد بدا عليه مؤخراً علامات التعب والانزواء. وقد ترك رحيله صدمة كبيرة في أوساط بلدته، حيث كان معروفاً بسيرته الطيبة بين الأهالي.
وتُسلّط هذه الحادثة الضوء مجدداً على الأوضاع المعيشية والنفسية المتردية التي يعاني منها عدد كبير من العسكريين المتقاعدين في لبنان، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد منذ سنوات، والتي أرهقت فئات واسعة من الشعب، لا سيما أصحاب الدخل المحدود والمتقاعدين الذين تآكلت رواتبهم التقاعدية بفعل انهيار العملة الوطنية وارتفاع تكاليف الحياة.
كما تفتح هذه المأساة النقاش حول ضرورة دعم الصحة النفسية وتوفير شبكة أمان اجتماعي للعسكريين السابقين الذين خدموا الوطن، ولا يزال الكثير منهم يواجهون الإهمال والتهميش بعد تقاعدهم.