اقليمي ودولي

العربية
الخميس 05 حزيران 2025 - 09:04 العربية
العربية

"خطاب خامنئي" يثير تساؤلات حول مصير المفاوضات النووية

"خطاب خامنئي" يثير تساؤلات حول مصير المفاوضات النووية

بعد خطاب المرشد الإيراني علي خامنئي الرافض للمقترح الأميركي بشأن مسألة تخصيب اليورانيوم، بات واضحاً أن طهران اختارت رفض أي صيغة تنقل عمليات التخصيب خارج أراضيها، ما يثير تساؤلات حول مصير الجولة السادسة المرتقبة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة.


ورغم حدة الموقف، فإن خامنئي لم يعلن انسحاب بلاده من مسار التفاوض، ما يعكس تمسّك النظام الإيراني بخيار الحوار كوسيلة لتخفيف الضغوط الاقتصادية، وفق ما أفاد به مسعود الفك، الخبير في الشؤون الإيرانية.


وأوضح الفك أن إيران تسعى للحفاظ على جوهر حقها في تخصيب اليورانيوم داخل البلاد، حتى وإن كان ذلك بنسبة منخفضة لا تتجاوز 3٪، مقابل قبول محدود لشروط رقابة دولية، يُفترض أن تُقابل برفع تدريجي للعقوبات الاقتصادية.


وأشار إلى أن إيران لا ترفض مبدأ التخصيب ضمن كيان أو كونسرتيوم إقليمي، لكنها ترفض تنفيذ هذا التخصيب خارج أراضيها، لأنه يتناقض مع مفهوم السيادة الذي يتمسّك به خامنئي. ويعتبر المرشد أن امتلاك محطات نووية دون السيطرة الفعلية على دورة الوقود النووي داخل البلاد أمر بلا قيمة استراتيجية.


ورأى الفك أن طهران، رغم خطاباتها الأيديولوجية، تدرك أن أعباء العزلة الاقتصادية باتت تفوق قدرتها على التحمل، ما يفسّر استمرارها في التفاوض ولو بوتيرة بطيئة. وأضاف أن السلطات الإيرانية، مدفوعة بالأزمات المعيشية وضغوط الداخل، تحاول انتزاع تسوية تحفظ ماء الوجه، خاصة في ظل قناعتها بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يرغب بخيار عسكري مباشر.


من جهة أخرى، رأى الفك أن إدارة ترامب، رغم لهجتها الصارمة، لا تزال تفضّل المسار الدبلوماسي. وقد تلجأ واشنطن إلى إدخال تعديلات على مقترحها، بما يتيح قبول تخصيب منخفض داخل إيران تحت رقابة مشددة، في مقابل التدرج في تخفيف العقوبات.


كما قد تستخدم الإدارة الأميركية أدوات ضغط إضافية، إعلامية واقتصادية، لدفع طهران إلى القبول بتسوية مرحلية تُبقي الباب مفتوحاً لاتفاق أكثر شمولاً في المستقبل.


وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد اتهم إيران، الأربعاء، بـ"المماطلة" في ما يتعلّق بمفاوضات الملف النووي، بينما شدد المرشد الإيراني على أن المقترحات الأميركية تتعارض مع مصلحة بلاده.


مع تعثّر التفاهم حول نقطة تخصيب اليورانيوم، والتي تُعد أبرز نقاط الخلاف، يبدو أن المفاوضات ستدخل في مرحلة "جمود تكتيكي"، وفق وصف الفك، مع الإبقاء على القنوات الخلفية والوساطات الإقليمية والدولية.


ويُذكر أن الجانبين أجريا خمس جولات تفاوضية بوساطة سلطنة عُمان منذ 12 نيسان، وسط تأكيد متبادل على إحراز بعض التقدم، رغم التباينات القائمة.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة