في تقرير نشرته صحيفة "كونغرس بوست" الأميركية ضمن سلسلتها التحريرية التي تتناول الشخصيات المؤثرة في المشهدين السياسي والدولي، خصصت الصحيفة مساحة لعازف البيانو اللبناني الفرنسي عمر حرفوش، الذي تحوّلت مسيرته الفنية إلى منبر للسلام والدعوة للإصلاح والشفافية.
وجاء في التقرير أن حرفوش يُمثل نموذجًا جديدًا من الأصوات الثقافية التي تستخدم الفن كوسيلة دبلوماسية تتقاطع مع السياسة العامة، مشيرة إلى أنه في وقت تضيق فيه مساحات الحوار السياسي التقليدي، تظهر الحاجة إلى أدوات جديدة، يكون للفن والثقافة فيها دور مركزي.
وأشارت الصحيفة إلى أن حرفوش لم يكتفِ بمسيرته كعازف بيانو كلاسيكي، بل حمّل أعماله طابعًا إنسانيًا واضحًا، عبر حفلات موسيقية أقامها في عدد من العواصم تحت عنوان "السلام والتعايش"، لافتة إلى أن تلك الحفلات جاءت لتكون ساحة حوار ثقافي ودعوة للتسامح، في انسجام مع المبادئ التي تعتمدها السياسة الخارجية الأميركية في دعم المجتمعات المدنية.
وفي فقرة خاصة، نوّهت "كونغرس بوست" إلى أن نشاط حرفوش لا يقتصر على المجال الفني، بل يمتد إلى دعوات صريحة ومحترفة للإصلاح السياسي والمؤسساتي، سواء من خلال مواقفه الإعلامية أو من خلال إجراءات قانونية اتخذها ضد شبكات الفساد.
ولفتت الصحيفة إلى أن تحركات حرفوش تلقى ترحيبًا في الأوساط الأوروبية، لا بوصفه معارضًا، بل صاحب مشروع إصلاحي نابع من الداخل، متكامل مع منظومة الحكم الرشيد.
وفي ختام التقرير، اعتبرت الصحيفة أن إدراج اسم عمر حرفوش ضمن سلسلة "سجل الكونغرس" يعبّر عن تحوّل فعلي في نظرة المؤسسات السياسية نحو "اللاعبين الجدد"، ممن يملكون تأثيرًا فعليًا من خارج الإطار التقليدي.
وكتبت الصحيفة، “اليوم، لم تعد الدبلوماسية محصورة بالمناصب، بل تتعداها إلى منابر الفن، ومبادرات المجتمع المدني، وأصوات تحمل رسالة. وعمر حرفوش هو من هؤلاء… فنان يتجاوز الأداء ليصبح صانع رأي وفاعلًا سياسيًا بصيغة ثقافية وسلمية".