اقليمي ودولي

سكاي نيوز عربية
الجمعة 06 حزيران 2025 - 12:25 سكاي نيوز عربية
سكاي نيوز عربية

"أعطالٌ" تحاصر الجنود في غزة... وقادة إسرائيليون يحذّرون من كارثة أكبر

"أعطالٌ" تحاصر الجنود في غزة... وقادة إسرائيليون يحذّرون من كارثة أكبر

تتكشف يومًا بعد يوم أوجه الضعف العميقة في البنية العسكرية الإسرائيلية، مع دخول حرب غزة شهرها التاسع، حيث يعاني الجيش الإسرائيلي من استنزاف غير مسبوق في قدراته الميكانيكية واللوجستية، في وقت لا تزال فيه قواته البرية تخوض معارك عنيفة في جنوب القطاع، وسط إخفاقات تكتيكية وتراجع ملموس في جهوزية وحدات النخبة.


ووفقًا لتحقيق نشرته صحيفة "معاريف" الإسرائيلية، فإن الأزمة داخل المؤسسة العسكرية بلغت مستويات مقلقة، إذ يواجه الجيش أزمة حقيقية في صيانة معداته الثقيلة والأسلحة الفردية، بسبب النقص الكبير في قطع الغيار، وتآكل المعدات نتيجة التشغيل المستمر في بيئات قتالية متواصلة، منذ بداية التصعيد في أيار 2023.


تشير تقارير الصحيفة إلى تزايد الشكاوى من قادة الألوية والسرايا، وصولًا إلى الجنود أنفسهم، بشأن الأعطال الفنية المتكررة التي تطال الدبابات وناقلات الجنود المدرعة من طراز "نمر"، والتي تشكّل العمود الفقري للحملة البرية في غزة. وأفاد جنود في اللواء السابع أن القطع الأساسية لهذه الآليات أصبحت شبه معدومة في مخازن قسم التكنولوجيا واللوجستيات، مشيرين إلى نقص في المحركات والسلاسل وأنظمة الدفع.


وقال قائد ميداني كبير للصحيفة:"نحن في حالة حرب منذ عامين، في غزة، ولبنان، وسوريا، والآن مجددًا في غزة. لم يُحضّر أحد لاحتمال نشوب حرب طويلة بهذه الشدة. هناك استنزاف هائل للعتاد، فكل مكوّن ميكانيكي له عمر افتراضي، ونحن نتجاوزه باستمرار".


إحدى أبرز الحوادث التي كشفت عمق الأزمة كانت في حي جباليا، حيث أدّى ارتفاع حرارة محرك ناقلة جنود من طراز "نمر" إلى اشتعال النيران فيها خلال تحرك ميداني. وعلى الرغم من استدعاء شاحنة إطفاء إلى الموقع، فإن ما حصل بعد إخماد الحريق كان مأساويًا، إذ تعرّض الموكب الأمني المرافق لكمين محكم باستخدام عبوات ناسفة، نفّذه مقاتلون من حركة "حماس"، ما أسفر عن استشهاد 3 جنود وإصابة اثنين بجراح خطيرة، بحسب ما نقلته الصحيفة.


الأزمة لا تتوقف عند الآليات الثقيلة، بل تطال أيضًا الأسلحة الفردية. إذ تحدثت "معاريف" عن شكاوى من أعطال متكررة في البنادق والمدافع الرشاشة، ما يهدد سلامة الجنود خلال الاشتباكات القريبة في أزقة غزة. وتعاني هيئة التكنولوجيا واللوجستيات، بحسب التقرير، من عجز واضح عن مواكبة الضغط الفني الهائل الناتج عن تآكل المعدات التي تقاتل على أكثر من جبهة منذ نحو عامين.


تعود جذور الأزمة الحالية إلى سلسلة الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ أيار 2023، بداية من جولة التصعيد الكبرى في غزة، مرورًا بجبهة الجنوب اللبناني التي اشتعلت في خريف السنة نفسها، ثم الاشتباك المحدود في الجولان السوري، قبل أن تعود القوات الإسرائيلية إلى التورّط في عملية برية جديدة داخل القطاع، كان يُفترض أن تكون قصيرة ومحددة، لكنها تحوّلت إلى نزيف مفتوح.


وقد واجهت القيادة الإسرائيلية انتقادات داخلية بشأن سوء التقدير الاستراتيجي، وغياب الجهوزية لحرب طويلة الأمد، في وقت تتعرض فيه إسرائيل أيضًا لضغوط داخلية بسبب الخسائر المتزايدة، والفشل في استعادة الرهائن.


في خلاصة لافتة، اعترف قائد اللواء السابع بالخطأ في الحسابات الاستراتيجية، قائلًا:"بشكل قاطع، أخطأنا في طريقة بناء القوة. كنا نظن أننا ذاهبون إلى معركة قصيرة، لكن العدو فهم ذلك، واستعد لحرب استنزاف طويلة. علينا أن نعيد النظر جذريًا في طريقة الاستعداد، فحتى لو أردنا حسمًا سريعًا، يجب أن نكون مستعدين لحرب طويلة الأمد بطريقة ممنهجة".


ويأتي هذا الاعتراف بعد سلسلة تقارير سابقة في الإعلام الإسرائيلي، تحدثت عن تراجع ثقة الجنود بالقيادة، وارتفاع حالات الإنهاك النفسي، في ظل تمدد زمني وجغرافي للحرب، دون رؤية واضحة للحسم أو الانسحاب.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة