في رسالة تهنئة بعيد الأضحى المبارك، لفت الشيخ بهاء رفيق الحريري الأنظار بإشارته إلى عمق العلاقة التي جمعت بين أبناء الطائفتين السنية والشيعية في لبنان، مؤكّدًا أن هذا التلاقي التاريخي شكّل ركيزة أساسية في بناء الوطن، ومشيدًا بالدور البارز الذي أداه علماء جبل عامل في حماية هذا النسيج من محاولات التفرقة.
وبحسب مصادر مطّلعة، فإن حديث الحريري لا ينفصل عن رؤيته التوفيقية التي يستمدها من الإرث الوطني للرئيس الشهيد رفيق الحريري، ومن نشأته في مدينة صيدا، عاصمة الجنوب التي تمثّل صلة وصل تاريخية بين الطوائف اللبنانية، لا سيما السنة والشيعة.
وتتخطى علاقة بهاء الحريري بجبل عامل حدود الجغرافيا والتاريخ، لتدلّ على رغبة واضحة في إحياء خطاب الاعتدال والانفتاح، مستلهماً من إرث هذه المنطقة الشيعية العريقة، التي لطالما مثّلت منارة فكرية وروحية امتد تأثيرها إلى النجف وكربلاء وحتى حوزات إيران واليمن.
واستحضر الحريري في رسالته أعلاماً شيعيين بارزين من جبل عامل كان لهم أثرٌ كبير في الفكر الديني والأدبي، من بينهم الشيخ محمد حسن الحر العاملي، الشيخ البهائي، الشيخ حسين مغنية، والعلامة محسن الأمين العاملي، بالإضافة إلى شخصيات ثقافية وعلمية كعارف الزين، حسن كامل الصباح، وشريف عسيران.
وشدّد الشيخ بهاء على أن تراث جبل عامل يحمل روحاً توفيقية وتنويرية، ترفض الانغلاق والتعصّب، داعيًا إلى استعادة هذه الروح الأصيلة في مواجهة الانقسامات والصراعات التي شهدها لبنان في العقود الأخيرة.
الـــمــــزيــــــــــد
