ما زال السوريون، منذ تشكيل الحكومة الجديدة عقب سقوط نظام الرئيس السابق بشار الأسد، يطالبون بتحسين نوعية الخدمات العامة، وسط آمال متزايدة بتحقيق تغييرات ملموسة. وبينما لا تزال معظم الملفات الخدمية تراوح مكانها، استطاع وزير الاتصالات وتقانة المعلومات عبد السلام هيكل أن يلفت الأنظار خلال الأشهر الماضية بخطواته المتسارعة وغير التقليدية، وآخرها تعيين طفل في منصب ناطق رسمي باسم الوزارة لجيل الأطفال.
وقد أعلن هيكل عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس" عن تعيين الطفل سليم التركماني متحدثاً رسمياً باسم وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات لأبناء جيله، مؤكداً أن هذا القرار يعكس التزام الوزارة بتعزيز مكانة الأطفال وتمكينهم.
وكتب في تغريدته التي تزامنت مع معايدة بمناسبة حلول عيد الأضحى: "الصغير سليم، مؤسس حساب الإنستغرام @little_tech_salim، قَبِل اليوم مهمة المتحدث باسم الوزارة لأولاد جيله. نسعى لبناء وطن جدير بأطفاله، أمين على أحلامهم، وممكن لقدراتهم".
التغريدة لم تمرّ مرور الكرام، إذ سرعان ما لاقت تفاعلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، حيث أثنى سوريون على مبادرة الوزير واعتبروها خطوة رمزية تعبّر عن رؤية جديدة للحكومة في مرحلة ما بعد الحرب. وتوالت التعليقات المرحّبة، معتبرة أن في تعيين سليم رسالة أمل إلى جيل الأطفال، ومؤشراً على توجهات أكثر انفتاحاً وابتكاراً في إدارة الشأن العام.
خطوة تعيين الطفل جاءت بعد أسابيع قليلة من تداول صورة للوزير عبد السلام هيكل وهو ينتظر في طابور ختم الجوازات في مطار دمشق الدولي، دون أي مرافقة رسمية أو استثناء بروتوكولي. وقد أثارت الصورة حينها موجة إعجاب بين السوريين، الذين أشادوا بسلوك الوزير واعتبروه نادراً في مشهد الحياة العامة.
وتتوالى الإشارات الرمزية التي يطلقها هيكل منذ تسلّمه الوزارة، في وقتٍ ينتظر فيه المواطن السوري تحسينات ملموسة على مستوى الاتصالات والبنية الرقمية، وسط ظروف اقتصادية وأمنية لا تزال شديدة التعقيد رغم التغيير السياسي.
الـــمــــزيــــــــــد
