اقليمي ودولي

العربية
السبت 07 حزيران 2025 - 13:16 العربية
العربية

تحقيق يكشف سبب ترويج البنتاغون لأسطورة "الأجسام الطائرة"

تحقيق يكشف سبب ترويج البنتاغون لأسطورة "الأجسام الطائرة"

كشفت صحيفة وول ستريت جورنال، نقلًا عن تحقيق أجراه مكتب متخصص داخل وزارة الدفاع الأميركية، أن البنتاغون لعب دورًا مباشرًا في الترويج لبعض نظريات المؤامرة المتعلقة بالأجسام الطائرة المجهولة، وذلك بهدف التغطية على برامج تسليح سرّية تعود لعقود مضت.


وبحسب الصحيفة، فإن المكتب المكلّف من الكونغرس بالتحقيق في مزاعم وجود برامج حكومية سرية تتعلق بالكائنات الفضائية، توصّل إلى أن واحدة على الأقل من النظريات المنتشرة كانت نتيجة حملة تضليل نظّمتها المؤسسة العسكرية الأميركية.


ويعود أصل إحدى هذه القصص إلى ثمانينيات القرن الماضي، عندما زار عقيد في سلاح الجو حانة قرب "المنطقة 51" – وهي منشأة شديدة السرية تقع في صحراء نيفادا – وقدم لصاحب الحانة صورًا مفبركة لأجسام طائرة غير مألوفة، علّقها الأخير على جدران المكان. وقد ساهمت هذه الصور في نشوء موجة من الأساطير المحلية عن وجود تكنولوجيا فضائية سرية في المنطقة.


وأظهرت التحقيقات أن هذه الصور كانت جزءًا من عملية تضليل، اعترف بها العقيد المتقاعد لاحقًا عام 2023، موضحًا أنّ الهدف منها كان التغطية على اختبارات سرية لطائرة F-117 الشبحية التي كانت تُطوّر سرًا في "المنطقة 51" لمواجهة الاتحاد السوفياتي.


وقد اعتبر القادة العسكريون في ذلك الوقت أن من الأفضل للسكان المحليين الاعتقاد بأنّهم شاهدوا مركبة فضائية، لا طائرة مقاتلة سرّية، وفق ما كشف الضابط المتقاعد.


غير أن هذه الحادثة لم تكن سوى واحدة من سلسلة من الوقائع التي كشفها التحقيق، الذي توصل إلى أن بعض القصص الأساسية المرتبطة بالأجسام الطائرة المجهولة ساهمت الحكومة الأميركية نفسها في تضخيمها، أحيانًا عمداً.


وكانت وزارة الدفاع الأميركية قد أصدرت عام 2024 تقريرًا علنيًا خلص إلى أن المزاعم بوجود كائنات فضائية أو تواطؤ حكومي لإخفاء معلومات عنها، "لا تستند إلى أدلة فعلية". إلا أن تحقيق وول ستريت جورنال أشار إلى أن التقرير أغفل عن قصد بعض الحقائق الأساسية، لأسباب تتعلّق بالحفاظ على سرية بعض البرامج، وتجنّب الإحراج المحتمل لبعض القادة.


وتُظهر النتائج التي توصّل إليها التحقيق تحوّلًا بارزًا في تعاطي الحكومة الأميركية مع ملف الأجسام الطائرة المجهولة، من حالة إنكار وسخرية، إلى الكشف عن دور رسمي – وإن سري – في تغذية هذه الأساطير لغايات تتعلّق بالأمن القومي.


كما لا تزال الجهة التي أمرت مباشرة بتعميم الشائعات – سواء كانت قيادة مركزية في البنتاغون أو مبادرات فردية من ضباط ميدانيين – قيد البحث من قبل المحققين.


ويُذكر أن جذور الهوس الثقافي الأميركي بالأجسام الطائرة تعود إلى العقود التي تلت إذاعة رواية "حرب العوالم" للكاتب هـ. ج. ويلز عام 1938، ما أثار حالة ذعر جماعي في حينها، لتبقى هذه القصة حاضرة في خيال الأميركيين عبر الصحف والأفلام، قبل أن تأخذ منحى أكثر جدّية في السنوات الأخيرة، مدفوعة بشهادات مسؤولين سابقين في البنتاغون.

تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة