حذّرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية من تداعيات الخلاف المتصاعد بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والملياردير إيلون ماسك، معتبرة أن هذا النزاع قد تكون له عواقب "وخيمة" على المشروع الأميركي لاستكشاف الفضاء، وتحديدًا برامج "ناسا" المرتبطة بشركة "سبيس إكس".
ورغم أن تبادل التصريحات بين الطرفين يركّز في الغالب على شخصيتيهما وتاريخهما، فإن ترامب لمح مؤخرًا عبر منصته "تروث سوشال" إلى إمكانية إلغاء العقود والإعانات الحكومية المقدّمة لإيلون ماسك، قائلاً: "أسهل طريقة لتوفير مليارات الدولارات من ميزانيتنا هي إنهاء الإعانات والعقود الحكومية لإيلون ماسك... لطالما تساءلت لماذا لم يقم بايدن بذلك".
وسرعان ما ردّ ماسك بنبرة تصعيدية، مهدّدًا ببدء عملية تفكيك مركبة "دراغون" الفضائية التابعة لـ"سبيس إكس"، قبل أن يتراجع لاحقًا في تدوينة أخرى.
وبحسب الصحيفة، تُعدّ مركبة "دراغون" حاليًا الوسيلة الوحيدة المتوفرة لدى الولايات المتحدة لنقل رواد الفضاء إلى المحطة الفضائية الدولية وإعادتهم بأمان. كما أن "سبيس إكس" تتولى أيضًا تطوير مركبة خاصة لإنزال المحطة الفضائية وإنهاء مهمتها بحلول عام 2030.
وأشارت "الإندبندنت" إلى أن الصدام بين ترامب وماسك لا يهدّد فقط العمليات الحالية، بل قد يطيح بأهداف بعيدة المدى حددتها "ناسا"، من بينها الانتقال من المدار الأرضي إلى سطح القمر، ثم لاحقًا إلى المريخ، وهي مشاريع تعتمد بشكل أساسي على تقنيات ومركبات "سبيس إكس"، خصوصًا "ستارشيب" المصممة لاستيطان الكوكب الأحمر.
وتعززت مكانة "سبيس إكس" في قطاع الفضاء الأميركي بعد إلغاء برنامج المكوك الفضائي سنة 2010 بسبب مشاكله التقنية وتكلفته المرتفعة. وفي عام 2020، نجحت الشركة في تطوير مركبة "دراغون"، التي أصبحت الوسيلة الأساسية للولايات المتحدة للوصول إلى الفضاء.
ورغم وجود بدائل، مثل مركبة "ستارلاينر" التابعة لشركة "بوينغ"، إلا أن هذه الأخيرة واجهت مشاكل تقنية عدّة، كان آخرها خلال رحلة إلى المحطة الفضائية الدولية، حيث اضطر طاقم "ناسا" إلى العودة عبر مركبة "دراغون".
وخلص التقرير إلى أن أي قرار من ترامب بإلغاء العقود أو الإعانات المقدمة لـ"سبيس إكس" من شأنه أن يعرّض إنجازات العقد الماضي للخطر، ويهدّد مستقبل طموحات الفضاء الأميركية، سواء في العودة إلى القمر أو السعي إلى استعمار المريخ.