اقليمي ودولي

رصد موقع ليبانون ديبايت
الاثنين 09 حزيران 2025 - 17:59 رصد موقع ليبانون ديبايت
رصد موقع ليبانون ديبايت

أكبر موجة تهريب آثار في التاريخ: "تراث سوريا للبيع"!

أكبر موجة تهريب آثار في التاريخ: "تراث سوريا للبيع"!

تحت عنوان "نهب تراث سوريا: موجة متصاعدة لتهريب الآثار بعد سقوط الأسد"، نقل المراسل لصحيفة "الغارديان" البريطانية ويليام كريستو مشاهد مفجعة من تدمر، حيث تُنبش القبور الأثرية ليلاً، وتُشوّه معالم المدينة القديمة التي لا تزال تحمل آثار التدمير الذي ألحقه بها تنظيم "داعش" عام 2015.


بحسب مشروع "آثار"، وهو مبادرة متخصصة في تتبع السوق السوداء للقطع الأثرية، فإن نحو ثلث عمليات تهريب الآثار السورية الموثقة منذ 2012، والتي تجاوز عددها 1500 حالة، حدثت منذ كانون الأول الماضي فقط. ويربط الباحث عمرو الأزم، المدير المشارك للمشروع وأستاذ التاريخ، هذا التصاعد مباشرةً بانهيار مؤسسات الدولة وتفكك البنية الأمنية.


وصفت كايتي بول، المديرة المشاركة في "مشروع آثار"، ما يجري حاليًا في سوريا بأنه "أكبر موجة تهريب آثار" تم توثيقها في التاريخ الحديث، متجاوزة ما حدث في العراق وليبيا واليمن. وأوضحت أن القطع الأثرية تصل إلى السوق خلال أسابيع قليلة فقط، وهو تسارع غير مسبوق مقارنةً بالأعوام السابقة.


وحدد التقرير مجموعتين رئيسيتين تقفان خلف عمليات النهب:


أفراد بسطاء يبحثون عن دخل سريع باستخدام أجهزة كشف معادن رخيصة.

شبكات إجرامية منظمة تستخدم حفارات ثقيلة، وتستهدف مواقع أثرية مهمة مثل تل الشيخ علي، في عمليات تؤدي غالبًا إلى تدمير كنوز لا تُقدّر بثمن.


على الرغم من الحظر الرسمي، كشف التقرير أن "فيسبوك" تحوّل إلى منصة رئيسية لبيع الآثار، حيث تنشط مئات المجموعات العلنية التي تعرض تماثيل وعملات وفسيفساء في بثٍّ مباشر من مواقع الحفر. بعض هذه المجموعات يضم ما يصل إلى 900 ألف عضو، في ظل صمت شركة "ميتا" وعدم تحركها لإغلاق هذه الشبكات.


وتُنقل القطع المنهوبة إلى الأردن وتركيا، قبل أن تُهرّب إلى السوق الدولية، حيث تُزوّر أوراق ملكيتها لتُعرض لاحقًا في مزادات علنية في أوروبا والولايات المتحدة. وتُقتنى هذه القطع من قبل جامعي تحف ومتاحف كبرى، ما يعمّق من أزمة التجارة غير الشرعية بالتراث الثقافي السوري.


ورغم إعلان الحكومة السورية الجديدة عن حوافز مالية للمبلّغين وفرض عقوبات تصل إلى 15 عامًا سجنًا بحق المتورطين، إلا أن جهودها تصطدم بعقبات كثيرة أبرزها قلة الموارد وضعف القدرات الأمنية لحماية آلاف المواقع الأثرية المنتشرة في البلاد.


في ختام تقريره، نقل كريستو مشهدًا مؤثرًا من مدينة تدمر، حيث ينظّم شبان وسكّان محليون دوريات ليلية لحراسة المواقع الأثرية، مدفوعين برغبة عميقة في حماية ما تبقّى من الذاكرة الحضارية لسوريا بعد 15 عامًا من الحرب والدمار والنهب.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة