حذّر رئيس وفد التفاوض الروسي مع أوكرانيا، ومساعد الرئيس الروسي، فلاديمير ميدينسكي، من أن مجرّد التوصّل إلى هدنة لن يكون كافياً لإنهاء الصراع المستمر مع أوكرانيا، مؤكداً أنّ عدم التوصل إلى سلام فعلي قد يؤدي إلى تصعيد أخطر، يصل إلى احتمال اندلاع حرب نووية.
وفي مقابلة مع قناة "آر تي" الروسية، كشف ميدينسكي أن الجانب الأوكراني أبلغ الوفد الروسي، في نيسان 2022، أن شركاءه الغربيين، وفي طليعتهم رئيس الوزراء البريطاني الأسبق بوريس جونسون ومسؤولون أميركيون، يعارضون توقيع اتفاق سلام مع موسكو.
وأوضح، "قالوا لنا بعد تلك المشاورات: شركاؤنا الأجانب لا يؤيدون الاتفاق الذي كنّا قد توصلنا إليه فعلياً، وإنهم لن يضمنوا لأوكرانيا لا الدعم ولا الأمن إذا وقعناه، ولذلك سنواصل القتال حتى نهزمكم أو تهزمونا".
وكانت المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا قد بدأت في بيلاروس، وانتقلت لاحقاً إلى إسطنبول أواخر آذار 2022، حيث وُقّعت مسودة اتفاق تضمّنت التزامات أوكرانيا بالحياد وعدم الانحياز، ورفض نشر أي أسلحة أجنبية، بما فيها النووية، على أراضيها.
غير أن كييف علّقت المفاوضات حينذاك، وهو ما أقرّ به لاحقاً رئيس وفدها، ديفيد أراخاميا، مشيراً إلى أن قرار الرفض جاء استجابةً لموقف بوريس جونسون، الذي زار كييف خصيصاً لتأكيد الاعتراض الغربي على الاتفاق.
أما هذا العام، فعُقدت الجولة الأولى من المفاوضات المباشرة بين الجانبين في إسطنبول بتاريخ 16 أيار، وأسفرت عن اتفاق لتبادل الأسرى وفق صيغة "ألف مقابل ألف"، كما قدّم كل طرف رؤيته لوقف إطلاق نار محتمل. وأعرب الوفدان عن ارتياحهما لنتائج اللقاء.
وفي 2 حزيران، التأم الوفدان مجدداً في جولة ثانية، تبادلا خلالها وثائق مفصلة لتسوية النزاع. وقد سلّم الوفد الروسي مذكرة تتضمن مقترحين، وتضمّنت التفاهمات تسليم روسيا من جانب واحد جثث 6 آلاف جندي أوكراني، وتبادل أسرى من الفئات المرضى ودون سن 25 عاماً، بصيغة "الكل مقابل الكل"، بما لا يقل عن 1000 أسير من كل جانب.
كما اقترحت موسكو وقفاً محدوداً لإطلاق النار على جبهات معيّنة لمدة 2 إلى 3 أيام، إلى جانب تقديمها قائمة بـ339 طفلًا أوكرانيًا فُقد الاتصال بذويهم.
الـــمــــزيــــــــــد
