رغم تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفضيله المسار التفاوضي مع إيران، إلا أنه يواجه حملة ضغط خفية تقودها مجموعة من صقور الحزب الجمهوري، بحسب ما كشف مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية لصحيفة بوليتيكو.
وأوضح المسؤول أن هذه المجموعة المؤثرة لا تكتفي برفض جهود التوصل إلى اتفاق نووي مع طهران، بل تضغط من أجل منح الضوء الأخضر لهجوم إسرائيلي على المواقع الإيرانية.
وأضاف: "إنهم يحاولون دفع الرئيس لاتخاذ قرار لا يريده"، في إشارة إلى انقسام داخلي بين جماعة ضغط تؤيد الحرب، وأخرى تدعم النهج الدبلوماسي الذي يتبناه ترامب.
وفي هذا السياق، شارك الإعلامي المحافظ مارك ليفين في غداء خاص بالبيت الأبيض الأسبوع الماضي، حيث حذّر الرئيس من أن إيران على بُعد أيام فقط من امتلاك سلاح نووي، وهي مزاعم وصفها مسؤول استخباراتي بأنها "غير دقيقة".
وناشد ليفين ترامب بالسماح لإسرائيل بشن ضربات ضد المواقع النووية الإيرانية. لكن ترامب، وفق مصادر مطلعة، شدد لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي تحرك عسكري سيقوّض الجهود الدبلوماسية.
ليفين لم يكتف بذلك، بل شن هجومًا علنيًا على المبعوث الخاص للمحادثات النووية ستيف ويتكوف، الحليف المقرب من ترامب. في المقابل، عبّر أنصار حركة "لنجعل أميركا عظيمة مجددًا" عن قلقهم من حملة صحيفة نيويورك بوست المملوكة لروبرت مردوخ ضد ويتكوف، معتبرين إياها محاولة لتقويض مسار المحادثات.
وأفادت مصادر بأن مردوخ عبّر، في أحاديث خاصة، عن تحفظه تجاه الجهود التي يقودها ويتكوف، بينما خرج الإعلامي تاكر كارلسون ليرد على ليفين عبر منصة "أكس"، وكتب: "لا توجد أي معلومات استخباراتية موثوقة تفيد بأن إيران على وشك تصنيع قنبلة نووية. لماذا يعود مارك ليفين مرة أخرى للحديث عن أسلحة دمار شامل؟ الهدف الحقيقي هو تغيير النظام الإيراني".
وتعكس هذه الخلافات حجم الانقسام داخل الحزب الجمهوري بشأن السياسة الخارجية، بين تيار يدعم التصعيد العسكري، وآخر يرى أن تخفيف التوترات مع إيران هو الطريق الأنسب.
من جهته، حذر مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل جروسي، من مغبة توجيه ضربة إسرائيلية للمنشآت النووية الإيرانية، مشيرًا إلى أن تلك المواقع "محصّنة بشدة وتحتاج إلى قوة تدميرية هائلة"، مضيفًا أن الهجوم قد يؤدي إلى نتائج عكسية، منها تعزيز رغبة إيران في امتلاك سلاح نووي أو انسحابها من معاهدة عدم الانتشار.
يُذكر أن إيران والولايات المتحدة أجرتا خمس جولات من المحادثات غير المباشرة منذ 12 أبريل الماضي، في حين يُتوقّع عقد الجولة السادسة خلال الأيام المقبلة.