كشفت تقارير إعلامية أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خلال مكالمة هاتفية مطوّلة، أنه يعارض في الوقت الحالي توجيه ضربة عسكرية لإيران، مؤكدًا أنه يرى فرصة واقعية للتوصل إلى اتفاق نووي مع طهران.
وبحسب ما نقلته وكالة أكسيوس الأميركية، فإن المكالمة جرت قبل أيام من انتهاء المهلة التي حددها ترامب لطهران – والبالغة شهرين – للتوصل إلى اتفاق، وقد استمرت نحو 40 دقيقة. وخلال الحديث، أعرب نتنياهو عن قلقه من "مماطلة الإيرانيين"، مشددًا على ضرورة تقديم "تهديد عسكري موثوق" لدفعهم نحو تقديم تنازلات.
إلا أن ترامب، وفق ما نقله مسؤولون أميركيون وإسرائيليون، لم يُبدِ اقتناعًا كاملاً بوجهة نظر نتنياهو، ووصف الإيرانيين بأنهم "عنيدون"، لكنه شدد على رغبته في منح المسار الدبلوماسي فرصة إضافية، منتظرًا نتائج الجولة المقبلة من المفاوضات.
في السياق نفسه، أفادت القناة 12 الإسرائيلية أن ترامب وجه رسالة مباشرة لنتنياهو مفادها أن إنهاء الحرب في غزة بات ضرورة ملحة، ليس فقط من أجل التوصل إلى اتفاق مؤقت لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن، بل من أجل إنهاء الحرب بشكل نهائي.
وبحسب القناة، فإن واشنطن أعربت عن استعدادها لتقديم "ضمانات قوية" لحركة حماس مقابل إنهاء الحرب، في خطوة وصفتها القناة بأنها تزيل إحدى العقبات الجوهرية التي عطلت الاتفاقات السابقة.
ترامب، الذي لا يزال منخرطًا في مسار المحادثات النووية مع طهران، أبلغ نتنياهو أنه رغم رفضه العرض الإيراني الأخير، إلا أن "الباب لم يُغلق بعد"، مؤكدًا التزامه بمواصلة الحوار.
ورغم إصرار نتنياهو خلال المكالمة على "ضرورة إبقاء التهديد العسكري قائمًا"، فإن ترامب كرر موقفه الرافض لتوجيه أي ضربة طالما استمرت المفاوضات، بحسب القناة 12.
كما لم يتلق نتنياهو أي تعهّد أميركي واضح بشأن ما إذا كانت واشنطن ستمنح إسرائيل الضوء الأخضر لشن ضربة منفردة ضد إيران، أو إذا ما كانت الولايات المتحدة ستشارك أو تقود عملية كهذه في حال فشل المحادثات.
وأكدت القناة أنه لن تُطرح خيارات عسكرية جادة على الطاولة إلا بعد التأكد من انهيار المسار الدبلوماسي مع طهران بشكل نهائي.
ورفض مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي التعليق على تفاصيل المكالمة، في وقت تتكثف فيه التصريحات السياسية في إسرائيل بشأن إحراز "تقدم جديد" في مفاوضات تبادل الأسرى، ما يعكس ارتباطًا محتملًا بين مسار الحرب في غزة والمحادثات النووية الإيرانية.