جدّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان تأكيده أنّ طهران لا تسعى إلى امتلاك السلاح النووي، رغم التصريحات الأميركية الأخيرة التي لمّحت إلى إعداد خطط بديلة في حال فشل المسار الدبلوماسي.
وقال بزشكيان في تصريح صحافي إنّ بلاده تتحاور مع الولايات المتحدة وأوروبا، لكنها ترفض الإملاءات، مشيراً إلى أنّ أعداء إيران يعملون على إثارة فتنة داخلية بهدف ضرب الاستقرار، إلا أنّ طهران "ستُفشل تلك المحاولات"، على حد تعبيره.
في موازاة ذلك، اعتبرت بعثة إيران لدى الأمم المتحدة، في منشور عبر منصة "X"، أنّ القيادة المركزية الأميركية ساهمت في تأجيج عدم الاستقرار الإقليمي، عبر تسليح أطراف معتدية وتمكين "الجرائم الإسرائيلية"، ما يجرد واشنطن من المصداقية في الحديث عن السلام ومنع الانتشار النووي، وفق تعبيرها.
وأكّدت البعثة أنّ الدبلوماسية، لا الخيار العسكري، هي السبيل الوحيد للمضي قدماً، مشددة على أنّ "التهديد باستخدام القوة الساحقة لن يُغيّر الحقائق، فإيران لا تسعى إلى تطوير سلاح نووي، والعسكرة الأميركية لا تجلب إلا مزيداً من التوتر".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد لمح مجدداً إلى إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري في التعامل مع طهران، رغم إشارته إلى تفضيله حل تفاوضي، وصرّح أمس بأنّ "إيران باتت أكثر عدوانية" في مسار المحادثات.
ردّاً على تلك التصريحات، حذّر وزير الدفاع الإيراني عزيز نصير زاده من أن بلاده ستستهدف جميع القواعد الأميركية في المنطقة إذا فرضت المواجهة بالقوة. وقال في مؤتمر صحافي الأربعاء:
"إذا فُرض علينا الصراع، فإننا سنرد بقوة على جميع القواعد الأميركية المنتشرة في منطقتنا".
وكشف نصير زاده أن طهران اختبرت مؤخراً صاروخاً مزوّداً برأس حربي يبلغ وزنه طنين، رافضاً في الوقت نفسه فرض أي قيود على البرنامج الصاروخي الإيراني.
تأتي هذه التطورات قبيل انعقاد الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي يُرجّح أن تُعقد الأحد المقبل في سلطنة عُمان، بحسب ما أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
في المقابل، كان ترامب قد صرّح سابقاً بأنّ الموعد المرتقب هو الخميس، ما يُشير إلى استمرار تضارب المعطيات حول الجدول الزمني.
ومن المتوقع أن تُقدّم إيران خلال الجولة المقبلة مقترحاً مضاداً لعرض أميركي سابق نُقل إليها عبر الوسيط العماني قبل أكثر من أسبوع.