كشف وزير الزراعة اللبناني الدكتور نزار هاني أن "الحكومة ستبدأ يوم الأحد المقبل تنفيذ خطة لسحب السلاح من المخيمات الفلسطينية، وذلك في إطار مرحلة جديدة عنوانها تطبيق خطاب القسم والبيان الوزاري، والسعي الجاد نحو التعافي والنهوض بالبلاد على المستويات كافة، لا سيما الأمني والاقتصادي".
وأكد هاني في حديث إلى «الأنباء» أن "لا أمن ولا استقرار سياسياً من دون حصر السلاح، داخل المخيمات وخارجها، بيد الدولة اللبنانية حصراً"، مشدداً على أن "العهد الرئاسي والحكومة ماضيان في تنفيذ ما تعهدا به، ولا داعي للخوف من مواجهات محتملة بين الجيش والمخيمات الفلسطينية، خصوصاً في ظل توجيهات واضحة من رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس للفصائل المسلحة بالتعاون الكامل مع الدولة اللبنانية والجيش وسائر القوى الأمنية، رغم تنوع الفصائل والسلاح الموجود داخل المخيمات".
ورأى هاني أن هذه الحكومة تمثل فرصة حقيقية، قائلاً: "إذا لم تتمكن هذه الحكومة من تنفيذ بيانها الوزاري، فلن تنجح أي حكومة أخرى في سحب السلاح الموجود خارج إطار الشرعية"، لافتاً إلى الإصرار القوي من رئاسة الجمهورية والحكومة، في ظل دعم دولي غير مسبوق، على المضي قدماً في مسار الإصلاح وبناء دولة القانون والدستور والمواطنة الصالحة. واعتبر أن لبنان أمام فرصة ذهبية لسحب كل أنواع السلاح أينما وُجد، بغض النظر عن هويته السياسية أو مرجعيته الخارجية.
وأشار إلى أن "العقبات التي تواجه الحكومة تقنية ومالية بالدرجة الأولى، إلى جانب الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي تعرقل عمل الحكومة وتبطئ خطواتها". ورغم ذلك، أكد أن "العمل جارٍ بوتيرة متقدمة كما خُطط له في البيان الوزاري وخطاب القسم، بهدف الانتقال إلى مرحلة جديدة يتشابه فيها لبنان مع الدول التي سلكت طريق التعافي وبناء مؤسسات الدولة".
وتحدث هاني عن التصرفات الإسرائيلية العدائية تجاه لبنان، معتبراً أن "الهجمات العشوائية التي طالت الضاحية الجنوبية مؤخراً تُشكّل محاولة لعرقلة جهود الحكومة".
وقال: "رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام عبّرا أمام المحافل العربية والدولية عن رفضهما لهذه الاعتداءات، وطالبا المجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل للالتزام بقرار مجلس الأمن 1701، والانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانية. كما دعا الفصائل الفلسطينية وحزب الله إلى الامتثال لتسليم السلاح إلى الجيش اللبناني".
وفي ما يتعلّق بمستقبل قوات "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان، وفي ظل تسريبات عن اتفاق أميركي-إسرائيلي لإنهاء مهمتها، أكد هاني أن تمركز اليونيفيل في الجنوب ضروري أكثر من أي وقت مضى، معتبراً وجودها من المسلّمات الأساسية لحفظ الأمن. وشدد على أن الدولة اللبنانية ستتحرك عبر القنوات الدبلوماسية لتأمين التمديد لقوات اليونيفيل، باعتباره خياراً وطنياً ملحاً لا بديل عنه.