اقليمي ودولي

ليبانون ديبايت
الخميس 12 حزيران 2025 - 12:30 ليبانون ديبايت
ليبانون ديبايت

حتى تل أبيب لن تتحمل التداعيات... المنطقة على شفير الانفجار؟

حتى تل أبيب لن تتحمل التداعيات... المنطقة على شفير الانفجار؟

ليبانون ديبايت"

سباق محموم بين الخيار العسكري والسياسي فيما يتعلق بالملف النووي الإيراني، حيث جاء التصعيد الأميركي عبر حركة إجلاء غير مسبوقة في المرحلة الراهنة من المنطقة للموظفين كإشارة إلى انسداد أفق المفاوضات، رغم ضرب موعد يوم الأحد المقبل في عمّان لجولة جديدة من المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران حول هذا الملف. فهل تنفجر الأمور، أم أن هذا المشهد يقع في إطار التهويل والضغط لتقديم تنازلات؟

يظن الكاتب والمحلل السياسي توفيق شومان، في حديث إلى "ليبانون ديبايت"، أن التهويل بالحرب وسحب الموظفين يمكن وضعه في خانة الضغط على إيران لتقديم تنازلات قبل المفاوضات المقررة يوم الأحد المقبل، ويعتقد أن هذه الضغوط قد تزداد حتى موعد هذه المفاوضات.


ويلفت إلى أن قرار إجلاء الموظفين الأميركيين يقتصر على البحرين والعراق والكويت دون الدول العربية الأخرى، ولا توجد مؤشرات عملية على الأرض تدل على اقتراب عمل عسكري، سواء من الجانب الأميركي أو غيره. فالولايات المتحدة لم تُعلن عن أي تحركات عسكرية، كما أن المعطيات الواردة من العواصم الإقليمية لا تُظهر وجود أي عناصر ترجّح احتمال تصعيد عسكري وشيك.


ويشير، في سياق متصل، إلى ما نقلته شبكة CBS News الأميركية عن مصادر مطلعة، أن إسرائيل أبلغت واشنطن استعدادها لتوجيه ضربة لإيران. غير أن هذه المعلومة، رغم خطورتها، تظل ناقصة، إذ لم يُحسم ما إذا كان الاستعداد الإسرائيلي يعني تحركًا فوريًا، أم أنه مرهون بفشل المفاوضات المقبلة. وهذا يندرج ضمن القراءة التحليلية للموقف: أي أن احتمالات التصعيد ستتعزز فقط في حال تعثرت المساعي الدبلوماسية، ما قد يفتح الباب أمام واشنطن لمنح تل أبيب ضوءًا أخضر لشن هجمات محددة ضد منشآت أو أهداف إيرانية مختارة.


ولكنه يتوقف عند السؤال الجوهري: في حال حدوث ضربة إسرائيلية، هل سترد إيران؟ وهل ندخل حينها في دائرة من الرد والرد المضاد، بما ينذر بانفجار واسع في المنطقة؟


ويرى شومان أنه من الصعب الجزم بمسار الأمور في الوقت الراهن، سواء في شقها السياسي أو العسكري. ومع ذلك، فإن الإعلان عن موعد الجولة السادسة من المفاوضات في سلطنة عُمان، كما أكد وزير الخارجية العُماني، يشكّل مؤشرًا لا يمكن تجاهله. وإذا لم يُنظر إليه كمؤشر إيجابي مطلق أو سلبي مطلق، فإنه يُعتبر على الأقل دليلًا على أن قنوات الحوار لا تزال مفتوحة، رغم التوتر المتصاعد وازدحام الساحة برسائل متضادة.


حتى اللحظة، يبقى من الصعب، برأيه، وربما من المستحيل، تخيّل سيناريو حرب شاملة تُشنّ على إيران، فالتجارب السابقة للولايات المتحدة في شنّ الحروب كانت مختلفة تمامًا. ففي عام 2003، غزت العراق بعدما كانت أجزاء واسعة من أراضيه خارج سيطرة الدولة المركزية، وفي عام 2001، دخلت أفغانستان بالتعاون مع تحالف الشمال الذي كان يسيطر على مناطق واسعة من البلاد.


ويؤكد أن هذا النموذج لا ينطبق بأي حال على الجمهورية الإسلامية الإيرانية. إيران اليوم دولة قوية، متماسكة مؤسساتيًا، تملك جيشًا منظمًا، وأجهزة أمنية متغلغلة، ولا تُوجد قوى داخلية فاعلة متحالفة مع أعدائها يمكن التعويل عليها كما حدث في التجارب السابقة. أكثر من ذلك، لا توجد أراضٍ "رخوة" أو مفتوحة يمكن أن تنطلق منها حرب برية أو حتى جوية بسهولة.


السؤال المنطقي، من وجهة نظر شومان: من أين يمكن أن تُشنّ الحرب على إيران؟ سوى من الجو، وأمام من دول الخليج أو من أذربيجان؟ ولكن هل تسمح هذه الدول بشن هجمات من أراضيها؟ هذه الدول أكدت لطهران أنها لن تسمح للقواعد الأميركية الموجودة فيها بشن هجمات على إيران.


وعليه، فإن المرجّح، وفق شومان، هو شن ضربة من تل أبيب، ولكن حتى هذا السيناريو له تداعيات، لا سيما أن صاروخًا واحدًا من اليمن يعرقل الحياة الاقتصادية والمدنية في فلسطين.


وعلى رغم الأجواء القلقة، فإنه يستبعد تحوّل الأمور إلى صدام مباشر، إلا إذا كانت هناك معطيات أو معلومات مغايرة لهذا الواقع.


تــابــــع كــل الأخــبـــــار.

إشترك بقناتنا على واتساب

علـى مـدار الساعـة

arrowالـــمــــزيــــــــــد

الأكثر قراءة