تبادلت إيران وإسرائيل، فجر اليوم السبت، ضربات جوية وصاروخية هي الأعنف منذ بدء التصعيد بين الجانبين، وذلك بعد أن شنت إسرائيل هجوماً واسعاً استهدف مواقع نووية وعسكرية داخل إيران، في محاولة معلنة لمنعها من تطوير سلاح نووي.
وأعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو لا يزال يواصل ضرب أهداف داخل الأراضي الإيرانية، بينما أفادت وسائل الإعلام الإيرانية بإطلاق موجة جديدة من الصواريخ باتجاه إسرائيل، ترافقت مع دوي صافرات الإنذار في تل أبيب والقدس، حيث لجأ السكان إلى الملاجئ.
وقالت طهران أنها نفذت خمس موجات من الهجمات الجوية خلال الليل وحتى صباح السبت، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة أكثر من 90 آخرين، وفق ما أفادت "العربية".
في المقابل، أفادت مصادر إيرانية بسقوط قتيلين جراء القصف الصاروخي الإيراني على إسرائيل.
وأكدت مصادر إيرانية استهداف لواء مدرعات للحرس الثوري في زنجان، وشنت إسرائيل غارات أخرى على مدينة همدان، بحسب وكالة "نور نيوز". كما سُمع دوي انفجارات في العاصمة طهران، وأُفيد بإصابة مطار مهرآباد بصاروخين، ما أدى إلى اندلاع حرائق قرب قاعدة جوية حساسة.
وفي إسرائيل، سقط صاروخ على مبنى شاهق وسط تل أبيب، ملحقاً أضراراً جسيمة في طوابقه السفلية، كما دُمر مبنى سكني في رامات جان المجاورة. وقالت خدمات الطوارئ الإسرائيلية أن عشرات الأشخاص أصيبوا، معظمهم بجروح طفيفة.
وقال الجيش الإسرائيلي أن إيران أطلقت أقل من 100 صاروخ حتى صباح السبت، تم اعتراض غالبيتها، بمساعدة من الدفاعات الجوية الأميركية، وفق تصريحات مسؤولين أميركيين.
من جانبها، أعلنت إيران أنها أطلقت مئات الصواريخ الباليستية باتجاه إسرائيل، رداً على قصف منشأة نطنز النووية ومقتل عدد من كبار القادة العسكريين الإيرانيين. وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية أن الضربات جاءت بعد ما وصفته بـ"العدوان الإسرائيلي السافر".
وأفاد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، في إحاطته لمجلس الأمن، أن القسم العلوي من محطة نطنز لتخصيب اليورانيوم دُمّر بالكامل. وأكد أن الوكالة لا تزال تحقق في الأضرار التي لحقت بمنشأتي فوردو وأصفهان.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي أن إسرائيل "بدأت الحرب" متوعداً برد مؤلم، فيما أشار مبعوث إيران لدى الأمم المتحدة إلى أن الغارات الإسرائيلية أوقعت 78 قتيلاً، بينهم ضباط كبار، وأكثر من 320 مصاباً معظمهم من المدنيين. كما اتهم الولايات المتحدة بـ"التواطؤ" في الضربات، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد.
في المقابل، قال مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة، داني دانون، أن الهجوم على إيران "كان ضرورياً لمنعها من إنتاج مواد انشطارية تكفي لصنع قنابل نووية متعددة خلال أيام"، واصفاً العملية بأنها "إجراء دفاعي لحماية الأمن القومي الإسرائيلي".
من جانبه، صرّح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن "الوقت لم يفت بعد" للتوصل إلى اتفاق نووي جديد مع طهران، كاشفاً أن مفاوضات سابقة كانت جارية قبل أن ترفضها إيران.
ويُخشى من أن يقود هذا التصعيد المتبادل إلى حرب إقليمية واسعة، خاصة في ظل الأوضاع المتوترة أصلاً في غزة ولبنان، بعد تراجع قدرات حلفاء إيران، حركة "حماس" و"حزب الله"، إثر الضربات الإسرائيلية المستمرة.