تتزايد المخاوف الدولية من اندلاع حرب عسكرية شاملة في الشرق الأوسط، بعدما نفّذت إسرائيل، فجر الجمعة، هجومًا جوّيًا واسع النطاق على إيران، استهدف منشآت نووية وعسكرية حساسة، وأوقع خسائر فادحة في صفوف القيادة الإيرانية.
وفي تقرير لصحيفة وول ستريت جورنال، اعتُبر الهجوم الذي حمل اسم "الأسد الصاعد" أوسع عملية عسكرية إسرائيلية في العمق الإيراني منذ عقود، مؤكدةً أن طهران كانت تُعد لردّ شامل، ما يرفع احتمالية انزلاق المنطقة نحو تصعيد غير مسبوق.
ووفقًا للتقرير، أسفرت الضربات الإسرائيلية عن تدمير عشرات الرادارات ومنصات إطلاق الصواريخ ومضادات الطائرات، إلى جانب اغتيال قادة كبار في الحرس الثوري الإيراني، بينهم قائد الحرس نفسه، ورئيس هيئة الأركان العامة، وعدد من العلماء النوويين.
ورغم أن توقيت الهجوم لم يكن مفاجئًا من حيث التهديد، إلا أن تنفيذه شكّل صدمة لطهران وللمجتمع الدولي، خاصة بعد فشل الدفاعات الجوية الإيرانية في اعتراض الطائرات المغيرة.
وبررت التقارير هذا الفشل بـ"فيض معلومات استخباراتية أربك القيادة العسكرية الإيرانية"، دون قدرة على التحليل الفوري أو اتخاذ قرار حاسم.
من جهته، توعّد المتحدث باسم القوات المسلحة الإيرانية، العميد أبو الفضل شكارجي، بـ"ردّ قاسٍ"، مؤكدًا أن "إسرائيل والولايات المتحدة ستدفعان الثمن".
وتشير تقديرات استخباراتية أميركية إلى أن إيران تمتلك نحو 3000 صاروخ باليستي، وتُنتج ما يقارب 50 صاروخًا شهريًا، إضافة إلى ترسانة من المُسيّرات والصواريخ المجنّحة القادرة على بلوغ العمق الإسرائيلي خلال دقائق.
في المقابل، كشفت شبكة سي إن إن أن القوة الجو-فضائية الإيرانية تملك أكثر من 100 منصة إطلاق صواريخ بمدى يتجاوز 1000 كيلومتر، فيما يضم سلاح الجو الإيراني 256 طائرة قديمة معظمها من طراز أميركي يعود لحقبة الحرب الباردة.
ورغم قدراتها الهجومية، حذّر خبراء غربيون من أن إيران غير مجهزة كفاية للدفاع عن منشآتها الحيوية، مشيرين إلى أن العديد من المواقع الحساسة تُركت مكشوفة أمام ضربات "الأسد الصاعد".